في تحذير مشترك نادر وقوي، أعلن كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة أن الوضع في السودان قد وصل إلى "مستوى خطير من الانهيار"، منتقدين بشدة التجاهل الدولي للمأساة الإنسانية في القارة الإفريقية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس المفوضية الإفريقية محمود علي يوسف والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عقب لقائهما اليوم الخميس.
يوسف يدق ناقوس الخطر:
أكد رئيس المفوضية الإفريقية أن "أزمة السودان تُعد من أعنف وأعقد النزاعات في القارة"، مشدداً على أن "حجم المأساة يفوق ما يظهر إعلامياً". كما لفت يوسف إلى أن "معاناة الشعب لا تحظى باهتمام دولي كافٍ"، داعياً إلى تحرك أوسع.
من جانبه، أكد يوسف أن الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة تشهد "تنسيقاً غير مسبوق" وأن الجانبين يعملان معاً لتنفيذ برامج السلام، وعلى رأسها مبادرة "إسكات البنادق" التي تهدف إلى إنهاء النزاعات في إفريقيا بحلول عام 2030.
جوتيريش: الرهانات كبيرة والإمكانات عظيمة:
بدوره، أكد جوتيريش أن التعاون بين المنظمتين لم يكن يوماً "أقوى أو أكثر ضرورةً من الآن"، مشيراً إلى أن العالم يعيش حالة اضطراب غير مسبوق بسبب الصراعات الدموية، واتساع فجوة عدم المساواة، والفوضى المناخية.
وأعرب جوتيريش عن قلقه البالغ "إزاء التقارير التي تفيد بوقوع فظائع جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مدينة الفاشر، وتزايد العنف في إقليمي كردفان". كما أشار إلى أوضاع مقلقة أخرى في مالي وجنوب السودان والصومال وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
واختتم الأمين العام للأمم المتحدة تحذيره برسالة مباشرة للعالم، قائلاً: "العالم يجب ألا يدير ظهره لإفريقيا التي تضم نحو خُمس سكان العالم"، مؤكداً أن "الرهانات كبيرة جداً، والإمكانات التي تمتلكها القارة أعظم من أن تُهدَر".
يُشار إلى أنه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قُتل آلاف المدنيين ونزح الملايين، وما تزال الجهود الإقليمية والدولية تواجه صعوبات في التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام.
