آخر تحديث :الجمعة-14 نوفمبر 2025-02:03ص
أخبار وتقارير


ورقة بحثية: جماعة الإخوان اليمنية استخدمت الجماعات المتطرفة كورقة ضغط ومساومة سياسية

ورقة بحثية: جماعة الإخوان اليمنية استخدمت الجماعات المتطرفة كورقة ضغط ومساومة سياسية
الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 09:24 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

قالت ورقة بحثية صادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات إنّ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، لم تكن طرفًا حقيقيًا في الحرب على الإرهاب، بل استخدمت الجماعات المتطرفة كورقة ضغط ومساومة في صراعها السياسي مع نظام علي عبدالله صالح ومع خصومها في الجنوب.


وأوضحت الورقة، أن العلاقة بين الإخوان وتنظيم القاعدة لم تكن علاقة عداء ميداني، بل تداخل مصالح وتبادل أدوار، بدأ منذ حرب صيف 1994م، حين قاتل “الأفغان العرب” إلى جانب قوات النظام اليمني والإخوان ضد الجنوب، واستمر لاحقًا بصيغ مختلفة تحت مظلة “المناصحة والحوار” مع عناصر التنظيم.


وأضافت الورقة أن الازدواجية الإخوانية في الخطاب والممارسة ظهرت بوضوح بعد عام 2001م، حين تبنّى الحزب خطابًا سياسيًا مناهضًا للضربات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، في الوقت الذي كان يشارك فيه في السلطة ضمن تحالفٍ مع حزب المؤتمر الشعبي العام.

ففي البرلمان اليمني، تصدّر نواب الإصلاح حملات التنديد بالضربات الأمريكية، واعتبروها “انتهاكًا للسيادة اليمنية”، بينما التزموا الصمت تجاه الهجمات الإرهابية التي استهدفت الجيش والأمن في أبين وشبوة والمكلا.


وسلّطت الورقة الضوء على حادثة مقتل جابر الشبواني، أمين عام المجلس المحلي في مأرب عام 2010م، كأبرز مثالٍ على التناقض الإخواني.

فقد قُتل الشبواني في غارة أمريكية بعد اتهامه بالتنسيق بين القاعدة والحكومة اليمنية، إلا أن حزب الإصلاح استغل الحادثة لتأليب الرأي العام ضد التعاون اليمني–الأمريكي في مكافحة الإرهاب، وشنّ حملة إعلامية وبرلمانية ضد واشنطن، دون أن يتطرّق إلى علاقة أعضاء جماعة الإخوان بالتنظيم الإرهابي.

وأشارت الورقة إلى أن الإخوان في اليمن تبنّوا مقاربة ناعمة مع القاعدة، فبدلًا من المطالبة بتفكيكها، دعوا إلى “الحوار والمناصحة”، وشكّلوا لجنة لإجراء “حوار فكري مع الجهاديين”، في محاولةٍ لإعادة دمجهم سياسيًا بدلاً من محاسبتهم قضائيًا.

وأكدت الورقة أن حزب الإصلاح استفاد من استمرار وجود القاعدة في الجنوب لتقويض نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي وتشويه انتصاراته ضد الإرهاب.

ففي حين كانت قوات الحزام الأمني والنخب الحضرمية تحقق نجاحات ميدانية ضد التنظيم، كانت المنصات الإعلامية التابعة للإخوان تروّج لروايةٍ معاكسة تتهم القوات الجنوبية بـ“بخوض حرب مفترضة”، وهو ما مثّل – بحسب الورقة – تخادمًا إعلاميًا مع التنظيم الإرهابي يخدم أهدافًا سياسية أكثر من كونه موقفًا وطنيًا.

كما تناولت الورقة موقف الإصلاح من عملية “سهام الشرق” عام 2022م، والتي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي لتطهير أبين وشبوة من القاعدة، مشيرة إلى أن الحزب عارض العملية ضمنيًا، واعتبرها “صراعًا داخليًا”، بينما تجاهلت وسائل إعلام حكومية التضحيات التي قدّمتها القوات المحلية في مواجهة التنظيم.

ورأت الورقة أن هذا السلوك يعكس موقفًا أيديولوجيًا ثابتًا لدى جماعة الإخوان يقوم على استخدام الإرهاب كأداة سياسية لا كتهديد وطني، وأن الحزب – رغم تبنّيه الخطاب الديمقراطي – ظل يوفّر بيئة فكرية حاضنة للعنف والتطرف.

وقالت إنّ الإخوان في اليمن يقفون على الضفة الخاطئة من الحرب على الإرهاب، وأن استمرار المجتمع الدولي في التعامل معهم كشريكٍ سياسيٍ مشروع، يمنحهم غطاءً سياسيًا يُمكّنهم من تعطيل جهود الاستقرار ومكافحة التطرف في الجنوب واليمن عمومًا.

وأكدت الورقة أنّ أيّ استراتيجية دولية ناجحة لمحاربة الإرهاب في اليمن لن تكتمل دون تحييد النفوذ الإخواني داخل مؤسسات الدولة والإعلام والدين، ودعم القوى المحلية التي أثبتت التزامها الميداني بمحاربة التطرف على الأرض.



من/ليان صالح