بقلم / نور علي صمد
في عالم تتزايد فيه التحديات النفسية والسلوكية لدى الأطفال يبرز اسم الدكتورة مريم سمير زاهر–استشاري التخاطب ومعالجة اللغة والنطق والصوت – كرمز للأمل والتغيير الإيجابي من خلال مركزها المتخصص في تأهيل الأطفال ودمجهم في المجتمع الطبيعي بالقاهرة بجمهورية مصر العربية
تقول الدكتورة مريم إن الهدف الأساسي من إنشاء المركز هو دمج الأطفال غير الطبيعيين مع أقرانهم الطبيعيين من خلال تأهيلهم لغويا ونفسيا وسلوكيا حتى يتمكنوا من الالتحاق بأماكن طبيعية كالأكاديميات والمدارس.
وتشير إلى أن المركز يضم خمس فرق متنوعة تشمل أكاديميات للأطفال الطبيعيين وأخرى لمن يعانون من صعوبات لغوية أو سمعية أو نطقية مؤكدة أن الدمج هو الطريق الأسمى نحو الشفاء والثقة بالنفس.
وتضيف نبدأ العلاج بفهم حالة الطفل من جذورها لذا نتعامل مع أولياء الأمور كشركاء في النجاح لأن مشكلات الأهل كثيرًا ما تكون هي الأساس في معاناة الطفل. نحن نعالج الصغار لكننا نرشد الكبار أيضا من أجل مصلحة الجميع.
وعن مدة العلاج تؤكد الدكتورة أن الفترة تختلف حسب الحالة والاستجابة بعض الأطفال يحتاجون وقتا أطول من غيرهم خاصة أصحاب اللدغات أو التأخر اللغوي أو من لديهم اضطرابات حادة في التواصل.
وفي حديثها عن التربية الجنسية المبكرة أوضحت الدكتورة مريم أن التوعية تبدأ منذ عمر العامين قائلة: نعلم الطفل الخصوصية لأن الإدراك يبدأ من السنة الأولى وإذا لم نغرس هذا الوعي المبكر قد يتعرض الطفل لاحقا للاعتداء دون أن يدرك الخطأ.
وخلال مسيرتها الإنسانية مرت الدكتورة بحالات مؤلمة تروي منها قصة طفل تعرض لاضطرابات نفسية نتيجة عنف والدته كانت الأم تضربه وتحجزه ماجعله يرتعب من النساء جميعا… كانت تلك من أصعب اللحظات التي مررت بها.
أما عن أفضل أسلوب للتعامل مع الأطفال فتؤكد: الحب هو العلاج الأول خصصوا نصف ساعة يوميا لأبنائكم استمعوا إليهم وشاركوهم الأمان والحوار في المدارس أيضا يجب أن يكون المعلمون مؤهلين نفسيا لفهم سيكولوجية الطفل وسلوكه المختلف.
وتختتم الدكتورة مريم رسالتها بكلمات مؤثرةإذا لم نكن قادرين على تربية أطفالنا تربية صالحة فلنؤجل فكرة الإنجاب حتى نصبح مؤهلين للمسؤولية. الحب والاحتواء والقدوة الصالحة هي مفاتيح بناء جيل سليم لا تضربوا أطفالكم لا تقارنوهم بغيرهم بل اقتربوا منهم واحتضنوه فكل طفل هو مشروع إنسان إما نصنعه بالأمل أو نحطمه بالإهمال.