كشفت كوريا الشمالية، خلال عرض عسكري كبير أمس الجمعة بمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس حزب العمال، عن صاروخ باليستي عابر للقارات جديد أطلقت عليه اسم "هواسونج‑20"، قالت وسائلها الرسمية إنه قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية، ما يعزز من قدرات بيونج يانج الردعية ويثير تساؤلات حول جاهزيته التقنية وتداعياته الإقليمية والدولية.
وأظهرت لقطات العرض الصاروخ الجديد أمام ضيوف رسميين بينهم شخصيات صينية وروسية وفيتنامية، فيما وصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية "هواسونج‑20" بأنه أحدث وأقوى منظومة نووية استراتيجية في البلاد. وذكرت تقارير أن الصاروخ مصمم لحمل رؤوس نووية متعددة وقابلية استهداف مستقلة، ما يزيد من احتمالات تجاوز دفاعات الصواريخ المعادية.
ويُرجع محللون عسكريون تحسينات "هواسونج‑20" إلى استخدام وقود صلب ومحرك أقوى مبني على مركبات ألياف الكربون، ما يمنح مزايا من حيث سرعة الإطلاق وسهولة التحرك مقارنة بالأنظمة ذات الوقود السائل. ومع ذلك يبقى هناك جدل حول الدقة الفعلية للصاروخ ومتانة الرؤوس النووية أثناء المرور بمرحلة العودة إلى الغلاف الجوي، ما يترك مسألة الجاهزية التشغيلية للاختبارات المقبلة.
وقال بعض الخبراء إن مجرد عرض منظومة بهذا الحجم يمثل قفزة في طموحات بيونج يانج لإيصال رؤوس نووية إلى أهداف بعيدة، بينما يحذر آخرون من أن تحديات تقنية لا تزال عالقة، خصوصًا فيما يتعلق بدقة التوجيه ومتانة الرؤوس عند إعادة الدخول.
ظهر "هواسونج‑20" بعد جولة دبلوماسية لكيم جونج أون إلى بكين، أعقبتها تقارير رسمية عن أنظمة صاروخية أخرى مطورة، بينها "هواسونج‑11ما" برأس حربي فرط صوتي قابل للمناورة. وتتبنى كوريا الشمالية في عروضها الأخيرة عناصر تسليحية تختلف في المدى والسرعة، مع تأكيد متكرر على التوجه نحو صيغ إطلاق أسرع وأكثر صعوبة على أنظمة الدفاع.
وعلى الرغم من إعلان بيونج يانج قدرة منظومتها على الوصول إلى أي هدف داخل الولايات المتحدة نظريًا، يبقى الرأي الدولي منقسمًا بين مَن يعتبر هذا العرض خطوة نوعية في برنامج الأسلحة الشمالية، ومَن يشير إلى أن اختبارات ميدانية لاحقة ستحدد فعليًا مدى تهديدية هذه الأنظمة ودرجة التصعيد التي قد تنتج عن نشرها.