عميد الأسرى أحمد المرقشي، ذاك الاسم الذي لا يحتاج إلى تعريف، ولا إلى سرد مسيرةٍ حافلةٍ بالثبات والصبر؛ فحياته في الأسر وحدها كانت سيرةَ نضالٍ تُروى.
غير أن ما يميّز هذا الرجل ليس فقط ما قدّمه في سجنه، بل ما قدّمه بعد خروجه من الأسر.
خرج المرقشي حاملاً في قلبه التسامح، وفي يده راية الصلح، فكان حاضرًا في مجالس الخير، وساعيًا في دروب الإصلاح، مقرّبًا بين الصفوف، وملمًّا للجراح بين الناس.
عرفناه صوتَ العقل حين تعلو أصوات الخلاف، ووجهًا مشرقًا في ميادين الخير، لا يطلب جزاءً ولا شكورًا، بل يبتغي وجه الله وخير الناس.
واليوم، يرقد هذا الرجل النبيل على فراش المرض، يصارع الألم بصمتٍ كما صارع الظلم يومًا بصبر.
أكثر من أسبوعٍ وهو يعاني، ولا ندري هل من جهةٍ أو يدٍ حانيةٍ مدّت إليه العون في ظرفه الصعب.
ومن المعيب، بل من الجحود، أن يُترك رمزٌ كهذا يواجه وحده تعب الجسد، بعد أن قدّم من روحه وعمره الكثير.
رسالتي إلى القيادات بكل مستوياتها:
مثل المرقشي لا يُترك هكذا، ومن الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني أن نقف إلى جانبه، وأن نعينه بكل الطرق المتاحة.
رسالتي الثانية إلى أهلي في يافع:
يا أهل المروءة والمواقف الأصيلة، يا من لا تتركون نداء محتاج، ولا تستغيث بكم روحٌ إلا وكنتم لها سندًا،
المرقشي منا وفينا، ومن الوفاء أن نقف معه في محنته كما وقف هو مع غيره في محنهم.
عرفنا يافع في كل المراحل صاحبة المواقف النبيلة والهمم العالية، وأهلها سبّاقون إلى فعل الخير والإيثار، لا يعرفون التخاذل إذا دُعي أحدهم لنصرة أخيه.
فلتكن هذه المحنة فرصةً لتجديد الوفاء، ولردّ الجميل لمن كان يومًا عنوانًا للوفاء.
المرقشي يستحق لفتةً كريمة، فلا تتركوه وحده.
//زيد_بن_يافع