في خطوة وصفت بالتاريخية، حصلت مصادر حصرية على نسخة من مسودة اتفاق شرم الشيخ الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية – قطرية – تركية – أميركية، تمهيداً لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب المدمّرة.
الاتفاق، الذي جرى التوافق عليه مساء الأربعاء، ينص في مرحلته الأولى على انسحاب القوات الإسرائيلية شرقاً من المناطق المكتظة بالسكان داخل القطاع، بما في ذلك محور نتساريم ودوار الكويت، مع إعادة انتشارها على مسافة لا تقل عن 700 متر من الحدود، باستثناء خمس نقاط محدودة تسيطر عليها مؤقتاً القوات الإسرائيلية حتى استكمال الترتيبات الأمنية.
تبادل الأسرى وفتح معبر رفح
تتضمن البنود الأولى إطلاق سراح 9 من الرهائن الإسرائيليين المرضى والجرحى مقابل 110 أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبد، إلى جانب إطلاق ألف معتقل من غزة ممن لم يشاركوا في أحداث السابع من أكتوبر 2023.
كما نص الاتفاق على إعادة تشغيل معبر رفح لنقل الجرحى والمدنيين تحت إشراف مصري مباشر، مع عبور يومي لـ50 جندياً مصاباً برفقة مرافقيهم، عقب اكتمال عملية الإفراج عن النساء المحتجزات من الجانبين.
عودة النازحين وضمان المساعدات
وتشمل البنود اللاحقة السماح بعودة النازحين الفلسطينيين داخلياً إلى مناطقهم شمال القطاع دون تفتيش أو قيود بعد الأسبوع الأول من تنفيذ الاتفاق، فيما ستتولى شركة محايدة بإشراف الوسطاء فحص المركبات العابرة.
كما تم الاتفاق على آلية إنسانية موحدة لتوزيع المساعدات تحت إشراف غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، إضافة إلى ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لضمان التنفيذ ومنع الاحتكاك.
ضمانات وتنفيذ
وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن الاتفاق يتضمن ضمانات أميركية مكتوبة تلتزم فيها إسرائيل بتنفيذ الانسحاب التدريجي، على أن تستكمل المرحلة الأولى خلال خمسين يوماً من بدء التنفيذ.
بدورها، أعلنت حماس تلقيها تعهدات من الوسطاء تضمن التزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق وعدم العودة إلى العمليات العسكرية.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصف الاتفاق بأنه “لحظة تاريخية تعيد الأمل لسلام طال انتظاره في غزة”، فيما رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتفاهم ووصفه بأنه “الخطوة الأولى نحو استقرار الشرق الأوسط”.
وتعيش غزة منذ مساء الأربعاء أجواء فرح مشوبة بالحذر بعد إعلان التوصل إلى الاتفاق، في حين شهدت تل أبيب تجمعات لعائلات الأسرى احتفاءً بقرب عودتهم.
