بقلم/ علي أحمد غيثان
يُعد العميد منصور محمد شملق سالم الكازمي واحدًا من أبرز القيادات العسكرية في جنوب الوطن، الذين خدموا بإخلاص وتفانٍ منذ ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات، جامعًا بين صرامة الميدان وإنسانية القيادة.
🔹 الميلاد والنشأة:
وُلد القائد منصور شملق عام 1943م في قرية صندوق الشرقي بمديرية المحفد – محافظة أبين، ونشأ في بيئةٍ ريفيةٍ بسيطة، تميزت بالقيم الأصيلة وحب الوطن.
🔹 البداية العسكرية:
التحق بالسلك العسكري في 1 مارس 1964م ضمن القوات المسلحة الجنوبية لجيش الاتحاد النظامي (الليوي)، حيث أظهر منذ بداياته انضباطًا وقدرة عالية على القيادة، ما أكسبه احترام رؤسائه ومحبة زملائه ومرؤوسيه.
ونتيجة لجهوده المتميزة، رُقِّي إلى رتبة ملازم في مارس 1972م، وواصل تقدمه حتى نال رتبة عميد، متقلدًا العديد من المناصب القيادية.
🔹 الدورات والمؤهلات:
تخرّج من الكلية الحربية قادة سرايا، والتحق بدورات قيادة وأركان في صلاح الدين، ثم في ليبيا، كما حصل على عدد من الأوسمة والميداليات منها:
وسام الإخلاص
وسام مناضلي حرب التحرير
ميدالية التفوق القتالي
ميدالية الخدمة الطويلة
🔹 مشاركاته العسكرية والوطنية:
شارك ضمن الخلايا العسكرية التي دعمت ثورة 14 أكتوبر حتى الاستقلال عام 1967م.
ساهم في إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية وتشكيل الألوية بعد الاستقلال.
شارك في معركة الوديعة ضمن الكتيبة العاشرة.
رافق قوات الرئيس علي ناصر محمد إلى ليبيا في عهد معمر القذافي عام 1989م، خلال الحرب ضد المعارضة التشادية، وكان يشغل حينها قائد الكتيبة الثامنة باللواء الخامس جنوبي.
🔹 بعد اتفاقية الوحدة:
تمركز بعد عودته في حرف سفيان بمحافظة عمران ضمن اللواء الخامس جنوبي، وشارك في حرب صيف 1994م عندما شنّ علي محسن الأحمر أول هجوم على القوات الجنوبية، حيث خاض مع زملائه معارك بطولية رغم اختلال موازين القوة.
🔹 الإبعاد القسري والتقاعد:
عقب الحرب، تمت ترقيته إلى رتبة عميد ثم إحالته إلى التقاعد القسري مع عدد كبير من الضباط الجنوبيين بسبب مواقفهم الوطنية.
وفي 16 يوليو 2014م صدر قرار رئاسي من الرئيس عبدربه منصور هادي يقضي بإعادته إلى العمل لغرض التسوية مع أكثر من ثلاثة آلاف ضابط جنوبي، تمهيدًا لإحالتهم مجددًا إلى التقاعد، إلا أن تنفيذ القرارات ظل معلقًا حتى منتصف 2024م، حيث حصل بعضهم على جزء من حقوقهم، بينما لم تُصرف تعويضاتهم الكاملة حتى الآن.
🔹 شخصيته وإرثه الوطني:
كرّس العميد منصور شملق حياته في خدمة الوطن بعزيمة لا تلين، وكان مثالاً للانضباط والوفاء. يتمتع بشخصية اجتماعية محبوبة ويحظى بتقدير واسع في أوساط المجتمع الكازمي والأبيني.
نسأل الله أن يمنّ عليه بموفور الصحة والعافية وطول العمر.
