بقلم/فهد حنش أبو ماجد
يدرك الجميع أن ثورة 26 سبتمبر اندلعت ضد النظام الإمامي، وأن الثوار قدّموا أرواحهم وتضحياتهم الجسيمة في سبيل التحرر والانعتاق من ذلك النظام، وكان الشعب يحتفل سنوياً بذكراها باعتبارها ميلاداً جديداً للوطن.
غير أنّ المشهد اليوم لم يعد كذلك، فقد تغير المشهد جذرياً، فالإمام عاد بثوب جديد، واستعاد أدوات الحكم والهيمنة، بينما تفرّق من تبقى من قادة الثورة ورجالات الدولة بين المنافي مشردين بعيداً عن وطنهم. وما بقي من الثورة إلا اسم يُتداول، وأغنية تُردّد، وشعار يُرفع في المناسبات دون أي أثر حقيقي على الواقع.
فما جدوى الاحتفال بذكرى ثورة غابت معانيها وتلاشت أهدافها؟ أليس هذا أشبه بامرأة مطلقة تحتفل بذكرى زواج لم يبقَ منه سوى صور قديمة وذكريات باهتة؟
إن الاحتفاء الحقيقي بثورة سبتمبر لا يكون بالخطابات والطبول، بل بإحياء مبادئها التي وُلدت من أجلها: الحرية، والعدالة، وكرامة الإنسان اليمني. وما لم يتحقق ذلك، سيظل العيد ذكرى ناقصة، تُذكّرنا بذكرى تحمل في ظاهرها فرحاً وشعارات لكنها في جوهرها تستحضر جرحاً واقعاً مؤلماً.