كتب احمد المدحدح الجفري
بكل فخر واعتزاز، نود أن نسلط الضوء على القائد الشيخ ناصر علي الشيبة الكازمي، أحد أبرز قيادات المقاومة الجنوبية التي لعبت دوراً محورياً في تحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي.. فقد التقيته مؤخراً قبل اكثر من شهرين في مراسم جنازة الشهيد إبراهيم عبدالله عمر الفقية، بعد أن كان لقائي معه آخر مرة في الحرب عام 2015م..
نعم الشيخ ناصر علي الشيبة الكازمي هذا الرجل الشجاع الذي عرف بشجاعته وشهامته، لم يتوانَ عن تقديم كل ما في وسعه لخدمة وطنه وشعبه.
شاهدناه في أحور، متنقلاً بين جبهات متعددة في شبوة وأبين عام 2015م يجازف البحر لتوفير الإمدادات العسكرية للمقاتلين في مختلف الجبهات. كان دائماً حاضراً في المواقع التي تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة، ولم يكن يتوانى عن اتخاذ القرارات الصعبة في أصعب الظروف.
ناصر علي الشيبة ليس فقط قائداً مقاوماً بارعاً... بل هو رمز للشجاعة والوفاء،، عرفناه قبل أن يصبح ثائراً، وكان معروفاً بكرمه وشهامته وطيبته. لقد أثبت نفسه كقائد فذ، قادر على قيادة الرجال وتحفيزهم للقتال من أجل الحرية والكرامة.
وما يزيد من تميز هذا القائد هو استمراره في العمل الخيري والاجتماعي بعد التحرير.. فهو يقوم بالتدخل لحل المشاكل العائلية والقبلية وغيرها، ويستخدم حنكته وخبرته في حل كثير من القضايا. ورغم صغر سنه، إلا أنه أثبت نفسه كقائد حكيم وقادر على حل المشاكل بطرق بناءة.
وما يميز القائد ناصر علي الشيبة أكثر هو تواضعه واخلاقة العالية وكرمه وشهامته وعدم طمعه في السلطة أو المنصب.. فبعد تحرير الجنوب، لم يطلب من أحد أي منصب أو سلطة، بل ظل في منزله بعدن كمواطن عادي، يحصر نفسه في وقت الشدة والمحن. هذا يدل على أنه قائد بمعنى الكلمة، يعرف قيمة العمل الخيري والتطوعي، ويعرف أن خدمة الوطن لا تقتصر على المناصب الرسمية.
تربطني به علاقة قوية، ليس فقط من خلال العمل الوطني المشترك، بل أيضاً من خلال الروابط مع أسرته وهي أسرة جزءاً من أسرة وطنية مناضلة مثل أسرة عمي الشيخ علي عوض الشيبة الكازمي اطال الله في عمره، (والد الشيخ ناصر الشيبة) يضيف بعداً إضافياً للعلاقة. تجربة الاعتقال في اغسطس عام 1997م بتهمة السعي للانفصال عن الجنوب، كون والده قيادياً في رابطة الجنوب العربي، وحينها كنت أنا من الجيل الثالث الرابطي، تظهر مدى التحديات التي واجهتها أنا ووالده عمنا الشيخ علي عوض الكازمي وكنا واياه في معتقل واحد بابين.. هذه التجارب غالباً ما تترك أثراً عميقاً في حياة الأفراد وتشكل جزءاً من نضالهم الوطني.
نحن فخورون بقياداتنا الشجاعة مثل القائد ناصر علي الشيبة والقائد عبدالعزيز عبدالرحمن علي الجفري، الذي كان هو الآخر مرابطاً في مقاومة الحوثي في جبهات شبوة، والشيخ ناصر علي الشيبة وعبدالعزيز عبدالرحمن علي الجفري نموذج القيادات الذين ضحوا بكل شيء من أجل وطنهم وشعبهم. نتمنى لهما دوام الصحة والعافية، ونسأل الله أن يحفظهما ويحميهما.
إن هؤلاء القادة هم قدوة لنا جميعاً، وعلينا أن نقتدي بهم في شجاعتهم ووفائهم لوطنهم. إنهم يمثلون روح المقاومة والكفاح من أجل الحرية والكرامة، وإننا لن ننسى تضحياتهم التي قدموها من أجل وطنهما..