كتب/نور علي صمد
في التاسع من سبتمبر من كل عام يقف العالم متأملاً حجم المأساة التي تلحق بالطلاب والمعلمين والمدارس نتيجة النزاعات المسلحة. لكن في اليمن لا يحتاج المرء إلى تاريخٍ محدد ليشعر بفداحة الخسارة فكل يوم هو شاهد جديد على حربٍ طالت أقلام الأطفال ودفاترهم وجعلت من مقاعد الدراسة أطلالاً على حافة النسيان.
التعليم الذي كان يوماً أداةً للنهوض والتنمية، صار في اليمن ضحية. حيث دمرت مئات المدارس أو تحولت إلى ثكنات آلاف الأطفال حُرموا من مقاعدهم وكثيرون فقدوا أحلامهم البسيطة في مستقبلٍ يليق بطفولتهم. لم تعد الهجمات تطال الجدران وحدها، بل طالت روح التعليم نفسه وحولت الحق الطبيعي في التعلّم إلى ترف بعيد المنال.
إن اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو صرخة ضمير. صرخة تدعونا – كأفراد ومؤسسات وجهات معنيةومجتمع دولي – إلى تحمّل مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية. فطلاب اليمن لا يطلبون المستحيل إنما يطلبون القلم بدل البندقية، الدفتر بدل الرصاصة، والمعلّم بدل صوت الانفجار.
ان واجبنا تجاه أطفال اليمن أن نعيد للتعليم مكانته كخط الدفاع الأول ضد الجهل والتطرف والفقر.كما ان حماية المدارس ليست خياراً، بل التزاما إنسانيايضمن أن يظل الأمل ممكنا والتعليم مستمرا لاطفالنا لا عبئاً عليهم .
فلنجعل من هذا اليوم دعوةً للعمل الجاد، ولنجعل من أصوات أطفال اليمن جرس إنذارٍ للعالم بأسره: فحماية التعليم هو حماية للمستقبل