كتب /رمزي بن عمر :
أُسجّل استغرابي ممن يصف إستقالة الأستاذ سالم ثابت العولقي من رئاسة هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بأنها هروب ويدعو للصمود والثبات بأي ثمن، متجاهلين الواقع العملي والمنطقي. فالعمل الإداري تحكمه قوانين ولوائح وتنظم ممارسته قواعد وإجراءات، ويُمنح الموظف صلاحيات محددة بموجب تلك الأنظمة، وليس بيده سلاح أو قوة قهرية تُمكّنه من فرض وجوده أو أداء مهامه بالقوة.
حين يصل الأمر إلى أن حارس بوابة أو حراسة أمنية معينة يمكنه أو يمكنها ـ كان بدفع من جهات نافذة أو بدافع مصلحة شخصية أو جماعية ـ منعك من دخول مكتبك، فكيف يُطلب منك الاستمرار والصمود؟! وكأن البعض يريد منك أن تعمل مجردًا من أدواتك، دون أدنى اعتبار للكرامة أو احترام الموقع الوظيفي.
الأمر ليس بهذا التسطيح، هناك من يريد أن تكون أرجوزة أو أطرش في الزفة، وعليك أن تبقى في موقعك منصبك وليس لك في الأمر شيء، أنت مجرد واجهة لمصالحنا دون أن نتحمل أدنى مسؤولية، فأنت صاحب الصفة الرسمية لأي مسألة أمام القانون.
وصف الاستقالة بالهروب في مثل هذه الظروف هو توصيف ظالم وغير منصف. فالقرار في هذه الحالة ليس هروبًا، بل موقف واعٍ ومسؤول في وجه بيئة طاردة ومعطّلة لكل قواعد العمل المؤسسي.
