آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-01:30ص
وثائقيات


في جيبوتي 1986م

في جيبوتي
1986م
الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - 12:33 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

بعد احداث يناير كانت المنافذ البرية والجوية مُغلقة والحالة النفسية سيئة، قال الموظف في مكتب الطيران: مافيش رحلة الا على جيبوتي.

غادرنا مطار عدن في فبراير ومعي اثنين من أصدقائي وما ان اعتدلت الطائرة في السماء عشرين دقيقة حتى بدأت الطائرة بحركات الهبوط،

كان مطار جيبوتي متواضع كما هو عليه حال مطار عدن، عندما كنا نجري معاملة الدخول لدى جوازات المطار لاحظت حشد من سائقين التكاسي ينتظرونا امام البوابة الرئيسية، كان السائق يلبس معوز وعمامة وعلى رقبتة حجبة وهو من شبوة وفي الطريق سألنا عن العنوان قلت: قندق نظيف ورخيص فنقلنا الى فندق الدارة البيضاء وموقعه وسط المدينة نهاية الحي القديم ويفصله عن الحي الراقي فراغ مثل سيلة الشيخ عثمان، في الحي القديم بيوت طينية متراصة في شوارع ترابية تنتشر فيها الزرائب والاغنام السائبة، وتقع غرب الفندق محطة القطار القادم من الحبشة.

في الفندق كل شيء مسموح والبضاعة من اديس ابابا والمشروب من انحاء العالم لا غيرّه ولا احتجاج عند الأهالي، كنت اذهب مع رواد الفندق الى بيوتهن واتعرف على اهلهن.

في صباح اليوم التالي خرجنا لتناول الفطور في مطعم عباد من أصول رداعية اليمن وهو متواضع ومطعمه متواضع أيضا كنك في عدن حتى اللهجة عدنية وصلت زوجة عباد بثوب الويل والمقرمة وجلست على المقل، كانت جيبوتي حديثة عهد في الاستقلال وكان عباد شاعر المناسبات الوطنية واخذ يسمعنا اشعارة مع دخول بدوي يحمل سقي رضيع ماعز يعرضه للبيع.

كنا نتناول الفطور وعباد يصدح بصوته والبهمي يمعمع و قربعة صوت غسيل الصحون وزوجة عباد وعاملاتها يردين الكورس بصوت عالي وسط هذه الضوضاء قلت لعباد خذ منه التيس واعمله غداء وما فهمت من شعر عباد غير نهاية القافية ابتيدون وتعني الرئيس الحاج حسن جوليد.

كنا نذهب يوميا بعد الفطار الى محطة القطار منتظرين وصول القات الهرري، كانت المحطة تعج بالمنتظرين الباعة لان البضائع تاتي يوميا من الحبشة، الخضار والفواكة واللحوم والقات.

جيبوتي بلد آمن ينتشر فيه العسكر الفرنسيين جماعات وفرادا لقضاء حوائجهم، لكن الشرطة الجيبوتية كانت تطارد المتسللين الاحباش واكثرهم بنات الليل، كان الفرنسيون يخرجون من الكنب بالدريس الرسمي ولا يتدخلون بالامور الداخلية للمدينة.

في جيبوتي يشكل الفرنسيون اغلب السواح فهم يملؤن المراقص والبارات والمرأة هي منعشة السياحة ويوجد كورنيش على خليج تاجورا ومسرح وسينما وشواع منظمة ومعارض متنوعة وتجار من اليمن يقومون بصرف العملة الأجنبية إلى الفرنك الجيبوتي، اليوم جيبوتي غير في تطور مستمر.


عبدالقادر الناخبي

8 سبتمبر 2025م