كتب / كمال الخضر
هكذا هم الثوار الحقيقيون .. يقدمون تضحيات جسام لأوطانهم من أجل أن يعيش شعبهم في عزة وكرامة وشموخ . . المناضلون الحقيقيون هم ايقونات الثورة والوطن والتضحية والفداء الذي يبذلون كل غال ونفيس دفاعاً عن أرضهم ووطنهم وشعبهم . . إنهم حملة راية الدفاع عن الحرية والاستقلال يقضون جل حياتهم وسنوات شبابهم في ميادين الشرف والبطولة ، حاملين معهم مشاعل النور التي تضيء للأجيال الدروب نحو المستقبل والغد الجميل والمشرق .
برز أسم الثائر الجنوبي بدر عبدالله سالم العيسائي كواحد من أبرز مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي ، وقيادات المقاومة الجنوبية بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن .
وفي العام 2010م أسهم إسهاما فعالاً في تأسيس نواة الحراك السلمي الجنوبي بمديرية المنصورة الذي رأسه حينها المناضل الجنوبي الشهيد حريز الحالمي وضم في عضويته المحامي سعد عبدالله محمد الحالمي والعميد هيثم جابر والعقيد صالح سالم مدرم ، والمناضل القائد عادل الحالمي ، والمناضل بدر العيسائي وآخرون .
وعند تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كان في طليعة الكوادر التي التحقت به ، وتدرج في عدد من المناصب بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية المنصورة بالعاصمة الجنوبية عدن .
وكان المناضل الجنوبي الثائر بدر العيسائي دائما في مقدمة صفوف الرعيل الأول لقيادات الحراك الجنوبي ، بمشاركاته في كل التظاهرات والمهرجانات والفعاليات المليونية التي شهدتها محافظات الجنوب للمطالبة بحقوقهم المشروعة والمتمثلة في التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة ، وتعرض للمطاردات والملاحقات من قبل نظام الاحتلال اليمني ودخل زنازين سجونه ست مرات ، وفي كل مرة لا تزيده السجون إلا قوة وصلابة في التمسك والثبات على مبادئه التي ناضل من أجلها وفي مقدمتها طرد قوات الاحتلال الشمالي اليمنية من أرض الجنوب واستعادة دولة الجنوب وبناء مداميكها ليعود الألق الجنوبي الذي عرفت به دولة الجنوب التي كانت قلعة للثورة والثائرين ومنارة للحرية والعدالة والمساواة ولرفض الظلم والهيمنة والاستبداد.
دخل الثائر الجنوبي بدر العيسائي السجن ست مرات ،، وكان يخرج في كل مرة رافعا رأسه بشموخ متحدياً آلة القمع العسكرية والأمنية للاحتلال اليمني ، ليعود إلى ساحات النضال السلمي الجنوبي وميادين الشرف والعزة والكرامة ، لا يهاب السجن ولا المنايا لأنه أنذر نفسه للدفاع عن الأرض الجنوبية وشعب الجنوب وتطهيرها من براثن الاحتلال اليمني البغيض والذي كان يراه المناضل الجنوبي الثائر بدر العيسائي كأسوأ احتلال عرفه الجنوب في تاريخه القديم والمعاصر .
المآثر البطولية التي خاضها ثوار الجنوب لا تمحوها السنون ومتغيرات الأحداث ، فالتاريخ خير منصف لتسجيل هذه المآثر البطولية في أنصع صفحاته ، وعودة لشريط الذكريات يتذكر رفاق المناضل الجنوبي الثائر بدر العيسائي تلك المآثر البطولية الشجاعة حين تم إخراج القيادي البارز في الحراك الجنوبي بدر العيسائي آخر مرة من زنازين سجون الاحتلال اليمني في العاصمة الجنوبية عدن ، حين قام المناضل الثائر والقيادي البارز في المقاومة الجنوبية العميد هيثم جابر محسن بإخراجه من سجن شرطة المنصورة ، حيث تم سجنه هناك وكانت قوى الأمن القومي لنظام الاحتلال اليمني قد خططت لنقله إلى سجن الفتح بمديرية التواهي مؤقتاً ، ثم نقله بسرية إلى زنازين سجون الأمن القومي لنظام الاحتلال اليمني كونه اعتبر أحد القيادات الجنوبية المؤثرة والتي تشكل خطراً على منظومة الاحتلال اليمني للجنوب حينها ، مع بقية زملاءه المناضلين الثوار الذي ارعبوا قوى الاحتلال اليمني .
ويتذكر المناضل الجنوبي الثائر بدر العيسائي خروجه آخر مرة من السجن حين قام أبطال المقاومة الجنوبية اقتحام سجن شرطة المنصورة لإخراجه من سجنه وكان في مقدمتهم :
1) الشهيد أحمد الإدريسي
2) الشهيد شرف
3) الشهيد جعبل البركاني
4) العميد هيثم جابر
5) المحامي سعد الحالمي
6) الفقيد ذاكر شوكره
7) عبدالله المسيري
8) الشهيد زائر القاضي
والى جانبهم كثير من شباب المقاومة الجنوبية بمديرية المنصورة ، حيث تم محاصرة مركز سجن شرطة المنصورة بشباب المقاومة الذي تم ذكر أسمائهم حرصا منهم على تفويت الفرصة على قوى الاحتلال اليمني من محاولة إخراج المناضل بدر العيسائي من البوابة الخلفية لشرطة سجن المنصورة ، ونقله إلى سجون الأمن القومي العفاشي ، وتمكن رجال المقاومة الجنوبية الأبطال من إخراج المناضل والمقاوم الجنوبي بدر العيسائي بقوة السلاح ، وكان مدير مركز شرطة المنصورة حينها العقيد السكره .
ولا ننسي الشهيد عوض ثينه الكازمي من الأبطال الشجعان ، وكان رفيق المناضل بدر العيسائي داخل السجن ، ثم استشهد من أجل الجنوب ، وتم اختيار المناضلين بدر العيسائي و الفقيد الشهيد عوض ثينه الكازمي كنواب لقيادة المقاومة في الدعم والإسناد تحت قياده الشيخ المناضل العميد الشهيد حريز الحالمي ..
ولكن تم استهدافه من قبل القاعدة في (27) رمضان عام 2016م .
وفي ثنايا ذكريات وقائع الثورة السلمية والحراك الجنوبي تبرز في ذاكرة الثوار تلك المآثر البطولية التي كان يقدمها ثوار الجنوب الأبطال التي لا يتسع الحيز لذكرهم ، وفي كل جبهة من جبهات المقاومة .
ذكريات نضال طويل ضد الاحتلال الشمالي للجنوب للمقاوم الثائر بدر العيسائي مع رفاقه المناضلين الشرفاء الوطنيين بعدها استشهد بعض منهم في حرب العام 2015 ، ونال رفيقهم الفقيد المناضل ذاكر شوكره الشهادة بعد حرب 2015 .
ذكريات نضال طويل من أجل الدفاع عن أرض الجنوب وكرامته وعزته وثروته ومقدراته قادها كوكبة من المناضلين والثوار في مختلف مناطق محافظات الجنوب تبرز عزيمة وإصرار الجنوبيين على انتزاع حقهم المشروع في التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب قدم خلالها أبناء الجنوب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، وزج بالآلاف من أبناء الجنوب في السجون ، وتم مطاردة كثير من الثوار ، وتهميش وإقصاء كوادر الجنوب في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية ، وظل الرفض الجنوبي لهذا الاحتلال مستمرا رغم آلة القمع العسكرية والأمنية التي حاول الاحتلال اليمني تأخيرها لقمع وإخماد ثورة الحراك الجنوبي السلمية وبعدها مقاومة الغزو الحوثي العفاشي الجنوب مطلع العام ٢٠١٥م ، والتي كان المناضلون في جبهة كالتكس - المطار أحد مددها الرئيسية بقيادة القيادي في المقاومة الجنوبية بمديرية المنصورة الشهيد حريز الحالمي ومعه رفاق النضال بدر العيسائي والمحامي سعد الحالمي والعميد هيثم جابر وآخرون يصل عددهم إلى ٩٩ مقاوما لا يتسع الحيز لذكرهم ، لكنهم مدونون في كشوفات المقاومة ، وستظل مآثرهم البطولية ناصعة البياض في سجلات الثورة الجنوبية .
دعوة لإنصاف المناضل الجنوبي الثائر بدر العيسائي ومعه مناضلو الصف الأول في الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية ، واستيعابهم في أماكن تليق بما قدموه من تضحيات جسام ، ومآثر بطولية في مواجهة قوى الاحتلال اليمني في عهد نظام عفاش ، وما تلاها من أحداث أثناء الغزو الحوثي - العفاسي في العام ٢٠١٥م وحتى اليوم .
والمناضل المقاوم بدر العيسائي واحد من أبرز القيادات في المقاومة الجنوبية في المنصورة ، ناضل بصمت وظل منسيا من المناصب والمراكز القيادية في الهيئات العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية ، ولم يبحث في يوم عن منصب بل كان يبحث عن وطن جنوبي يعيش في ظلاله أبناء الجنوب معززين ومكرمين بالحرية والكرامة والعزة والشموخ .
فهل آن الأوان لأن يعاد الاعتبار لمن ناضلوا ، وقدموا تضحيات جسام لنصرة وطنهم وشعبهم ؟ وهل حان الوقت لتكريم هؤلاء الأبطال الميامين الذين كانوا في مقدمة الصفوف لمواجهة قوى الاحتلال اليمني والذين لولاهم لما كان هناك مقاومة جنوبية ولا قيادة جنوبية !!
ونضع على طاولة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الاهتمام باوضاع تلك الكوكبة من المناضلين الشرفاء والثوار المقاومين الأبطال ، وهذا أقل القليل في حق هؤلاء الذي أبوا إلا أن يكونوا في الصفوف الأمامية لمواجهة الاحتلال اليمني وعلى رأسهم المقاوم بدر العيسائي والمناضل العميد هيثم جابر والمحامي سعد الحالمي وآخرون .
ومن الناحية العلمية فالمناضل بدر العيسائي لديه شهادة بكلاريوس إدارة أعمال ، وشهادة دبلوم تنمية اقتصادية نظمتها منظمة التنمية الاقتصادية لفترة سنتبن ، ويمتلك قدرات مهارية في مجال فن الإدارة والقيادة ، وحري بمراكز صنع القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي أن تضع نصب عينيها مثل هذه الكوادر القادرة على العطاء والإبداع ، لخدمة الوطن الجنوبي .
وتضم قوة جبهة كالتكس - المطار ما يقارب 99 مقاوما بقيادة قائد المقاومة الجنوبية الشهيد القائد حريز علي صالح الحالمي .
ولا ننسى من كانت لهم أدوار بارزة وصفحات مشرقة في مواجهة قوى الاحتلال اليمني وفي مقدمتهم الشهيد البطل احمد الإدريسي قائد ثورة ١٦ فبراير بالمنصورة التي كانت ساحتها منطلقاً لمناضلي ثورة الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية.