آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-11:19م
أخبار وتقارير


الأول من سبتمبر: الذكرى الوطنية للجيش الجنوبي

الأول من سبتمبر: الذكرى الوطنية للجيش الجنوبي
الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - 08:16 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

بقلم/ فهد حنش أبو ماجد

تحل علينا اليوم ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي 1 سبتمبر ليعيد إلى الأذهان ذلك الكيان الوطني الذي شكل رمزاً للعزّة والسيادة، وسطر بتضحياته أروع صفحات الفداء دفاعاً عن الأرض والكرامة. فقد اعتاد أبناء الجنوب قبل نكبة الوحدة المشؤومة الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية على مدى عشرين عامًا اعترافاً بدور جيشهم الباسل في حماية الوطن وصون مكتسباته.


وتأتي هذه الذكرى اليوم والجنوب يمر بتحولات تاريخية مفصلية بعد أن تعرضت مؤسساته العسكرية والأمنية للتدمير الممنهج عقب حرب 1994م وتم تسريح كوادره وإقصاؤهم، ورغم ذلك لم تمت الروح الوطنية في نفوس أبناء الجنوب بل ازدادت رسوخاً وإصراراً على استعادة دولتهم ومكانتهم وبناء مؤسساتهم من جديد.


لقد كان الجيش الجنوبي منذ تأسيسه درعاً حصيناً للأمن القومي ليس فقط على مستوى الجنوب بل على مستوى المنطقة ككل. فقد لعب دوراً محورياً في تأمين خطوط الملاحة الدولية في بحر العرب وخليج عدن وحماية السواحل الجنوبية من التهديدات البحرية بما فيها القرصنة والتهريب، وهو ما أسهم في ترسيخ استقرار المنطقة وخدمة الاقتصاد العالمي. كما شكل ركيزة أساسية في منظومة الدفاع العربي المشترك، وكان موضع ثقة الحلفاء الإقليميين والدوليين.


إن الأول من سبتمبر ليس مجرد يوم عابر في تقويم الذاكرة الوطنية بل هو مناسبة نستحضر فيها دروس الماضي وعِبَره لنؤكد أن قوة الجنوب الحقيقية تكمن في وحدة صفه وتماسك نسيجه الاجتماعي، وفي إيمانه العميق بأن الأوطان لا تُصان إلا بالتضحيات والإخلاص.


إن الأول سبتمبر يوم وفاء لكل جندي حمل السلاح دفاعاً عن تراب الجنوب الطاهر، ولكل روح ضحّت في ميادين الشرف دفاعاً عن الهوية والسيادة. وهو أيضًا رسالة للأجيال القادمة بأن الانتماء للأرض لا يُقاس بالشعارات بل يُترجم إلى عمل صادق وإرادة لا تلين.


واليوم، فيما يشهد الجنوب جهوداً لإعادة بناء جيشه الوطني وفق أسس عصرية حديثة تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الروح الوطنية، وترسيخ قيم الانضباط والتفاني التي جسدها جيش الجنوب في ماضيه المجيد، فالذاكرى التي نحتفي بها في هذا اليوم ليست مجرد تاريخ يُروى، بل هي وقود لمسيرة حاضراً صامد ومستقبلاً مشرق.


فلنجعل من هذه الذكرى العطرة نقطة انطلاق لتجديد العهد مع الوطن، ولتكون حافزاً لصياغة مستقبلاً أكثر استقراراً وأمناً يليق بتضحيات من سبقونا ويحقق تطلعات أجيالنا القادمة.


المجد والخلود لشهداء الجيش الجنوبي، والنصر والتمكين والعزة للشعب الجنوبي ولجيشه المغوار.