تشكل العُقم أو السواتر الترابية في دلتا أبين جزءًا جوهريًا من منظومة الري السيلي، فهي بمثابة مفاتيح لتوزيع مياه السيول وإيصالها إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ومن أبرز هذه العُقم: عُقمة السادة، عقمة الماس، عقمة عبدالجبار، عقمة الجرايب، عقمة السمه، وعقمة العش، وغيرها من العُقم أو السواتر التي يعتمد عليها آلاف المزارعين لضمان تدفق المياه لمزارعهم في مواسم السيول.
*الأهمية الزراعية والاقتصادية للعُقم*
- *تنظيم تدفق المياه:* تمنع العُقم فقدان كميات كبيرة من السيول وتوجهها نحو الأراضي الزراعية، مما يمنع وصول مياه السيول إلى البحر.
- *توسيع الرقعة المزروعة:* بفضل العُقم، تُروى مساحات واسعة وتُزرع المحاصيل النقدية والغذائية.
- *تقليل التباين بين المزارعين:* تضمن العُقم توزيع المياه بعدالة نسبية، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي في الريف.
- *قيمة اقتصادية عالية:* صيانة عُقمة واحدة قد تتجاوز تكاليفها ملايين الريالات في كل موسم، مما يجعل إدارتها بعشوائية أمرًا مكلفًا وغير مستدام.
*التحديات الراهنة*
رغم الأهمية الكبيرة للعُقم الترابية، تواجه هذه العُقم مشكلات متعددة، أبرزها:
1. *غياب الصيانة الدورية المنظمة:* مما يؤدي إلى انهيارات متكررة أثناء السيول.
2. *الاعتماد على حلول مؤقتة مكلفة:* ولا تدوم طويلًا.
3. *ضعف التنسيق الرسمي:* بين وزارة الزراعة والجهات المحلية والمزارعين في إدارة هذه المنشآت.
4. *الأعباء المالية:* على الدولة والمزارعين الذين يجدون أنفسهم أمام التزامات باهظة في كل موسم.
*الحاجة إلى تدخل مؤسسي منظم*
أمام هذه التحديات، تبرز ضرورة الاعتكاف الجاد من قبل المختصين وكبار المهندسين في مجال الري، وذلك من خلال:
- *إعداد وتنظيم ورشة عمل علمية متخصصة:* تجمع كبار قادة وزارة الزراعة والمهندسين المختصين وكبار المزارعين المستفيدين من هذه العُقم.
- *إقرار آلية رسمية وثابتة:* لإدارة وصيانة العُقم، بحيث تصبح جزءًا من خطة وطنية مستدامة للري في دلتا أبين.
- *توظيف التقنيات الحديثة:* في تصميم وصيانة هذه العُقم أو السواتر، بما يقلل من كلفة الإصلاحات المتكررة.
- *مشاركة المزارعين:* في صياغة وتنفيذ حلول عملية، باعتبارهم المستفيد المباشر من استدامة هذه المنشآت.
*ختامًا*
إن العُقم الترابية في دلتا أبين ليست مجرد سواتر من التراب، بل هي شرايين حياة للمزارع والأرض على حد سواء. واستدامتها تتطلب انتقالًا من المعالجات الموسمية المكلفة إلى إدارة مؤسسية وعلمية ثابتة، تضمن وصول مياه السيول بسهولة وأمان، وتحافظ على الثروة المائية والزراعية والاقتصادية للأجيال القادمة.
/عبدالقادر السميطي -دلتا أبين