التخطيط الزراعي: مفتاح النجاح
في الموسم الماضي، شهدت مناطق زراعة البصل والمانجا وبعض أنواع الخضار والقرعيات في بلادنا خسائر كبيرة هزّت المزارعين وأثرت على حياتهم المعيشية. الجميع شاهد تلك الخسائر أو سمع عنها عبر وسائل الإعلام، ولا يخفى على أحد حجم الألم الذي خلفته. واليوم، يقف المزارع أمام سؤال يتكرر في كل مجلس: ماذا نزرع هذا الموسم حتى نتجنب الخسائر؟
*الزراعة ليست مجرد قرار فردي*
الحقيقة أن الزراعة ليست مجرد قرار فردي، بل تحتاج إلى خطة زراعية مدروسة تُبنى على قراءة التجارب السابقة، معرفة ظروف السوق وأسعار المحاصيل، مراعاة مواسم الزراعة المناسبة لكل محصول، والاستفادة من البحوث والإرشاد الزراعي وخبرة المختصين. إن ترك المزارع وحده في مواجهة التحديات يعني أن الخسائر ستظل تتكرر عامًا بعد عام.
*دور مدراء الزراعة والجمعيات الزراعية*
ومن هنا يبرز الدور المهم لمدراء الزراعة والجمعيات الزراعية في المحافظات، فهي الجهة المعنية بإعداد خطط زراعية شاملة تأخذ بعين الاعتبار:
- تنويع المحاصيل وعدم الاعتماد على محصول واحد.
- تقدير الطلب في الأسواق لتجنب فائض الإنتاج وانخفاض الأسعار.
- إرشاد المزارعين حول المحاصيل البديلة ذات العائد الجيد والمخاطر الأقل.
- تنظيم مواعيد الزراعة بحيث لا تتزاحم كميات كبيرة من المحاصيل في وقت واحد.
*رسالتنا الأولى: للمزارعين*
اليوم، للمزارعين: لا تكرروا مأساة الموسم الماضي. اسعوا للحصول على استشارات زراعية قبل اتخاذ قرار الزراعة. اسألوا وناقشوا واستفيدوا من خبرات بعضكم البعض. فالتخطيط السليم هو الطريق لتقليل الخسائر وتحقيق دخل أفضل.
*رسالتنا الثانية: لمدراء الزراعة والجمعيات الزراعية*
لمدراء الزراعة والجمعيات الزراعية: أنتم تتحملون المسؤولية الأكبر في رسم ملامح الموسم القادم. والمزارع ينتظر منكم خططًا واضحة ومعلنة تحميه من الوقوع في فخ الخسائر مرة أخرى. فالزراعة ليست مجرد بذور تزرع، بل هي تخطيط مسبق وعلم وتعاون.
*عبدالقادر السميطي*
دلتا أبين.
