كتب /عادل عياش
في خنادق الجنوب حيث لا يُسمع إلا صدى العزيمة وحيث تُكتب البطولات بمداد الدم لا الحبر يقف مختار النوبي شامخًا كجبلٍ لا تهزه الرياح يكتب سيرة الرجال لا بالكلمات بل بالمواقف التي لا تُنسى
هو القائد الذي لا يختبئ خلف المكاتب بل يختار أن يكون في الصفوف الأولى حيث تختبر الرجولة وتُصقل النفوس لا يرفع صوته إلا حين يعلو الحق ولا يمدّ يده إلا لتضمّد جراح الوطن في حضوره تنكمش الفوضى وتنتظم الصفوف لأن النوبي لا يقود فقط بل يُلهم
كتب سيرة الرجال حين وقف إلى جانب الجرحى وحين حمل همّ الأرامل والأيتام وحين جعل من اللواء الخامس دعمًا وإسنادًا لا مجرد اسم بل عنوانًا للثبات والانتماء لم يكن يومًا باحثًا عن مجدٍ شخصي بل كان وما يزال حاملًا لراية الجنوب لا يساوم عليها ولا ينكسر أمامها
في زيارته للمناضل مبارك سعيد لم يكن الأمر مجاملة بل رسالة أن من ناضلوا لا يُنسَون وأن الوفاء لا يُعلَّم بل يُمارَس تلك الزيارة كانت امتدادًا لنهج النوبي الذي يرى أن القادة الحقيقيين لا يُقاسون بعدد الأوامر بل بعدد القلوب التي يلامسونها
على خط النار يكتب النوبي سيرة الرجال لا ليُقال إنه فعل بل لأن ذلك هو طبعه وتلك هي فطرته هو من طينةٍ نادرة لا تتكرر كثيرًا ومن معدنٍ لا يصدأ مهما اشتدت المعارك.