كشفت ثلاثة مصادر روسية مطلعة على تفكير كبار مسؤولي الرئاسة الروسية "الكرملين" لوكالة "رويترز"، أن الرئيس فلاديمير بوتين يطالب أوكرانيا بالتخلي الكامل عن منطقة دونباس، والتنازل عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والبقاء على الحياد مع منع وجود أي قوات غربية على أراضيها.
ووفقًا للمصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، فإن بوتين تنازل عن مطالبه السابقة بالسيطرة الكاملة على مقاطعات خيرسون وزابوريجيا، واقتصر على مطلبه بانسحاب أوكرانيا من أجزاء دونباس التي لا تزال تحت سيطرتها.
وفي المقابل، ستجمد موسكو خطوط المواجهة الحالية في زابوريجيا وخيرسون.
تأتي هذه المقترحات بعد لقاء بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، إذ ناقش الزعيمان سبل التوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا.
ويُعد هذا التقرير الأكثر تفصيلًا حتى الآن حول ما يرغب الكرملين في تحقيقه من اتفاق سلام.
مقترحات مرفوضة
على الرغم من ذلك، لا تزال الخلافات بين الجانبين كبيرة، فقد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا فكرة الانسحاب من أي أراضٍ معترف بها دوليًا، معتبرًا أن منطقة دونباس الصناعية تمثل "حصنًا" يمنع التقدم الروسي.
كما إن الانضمام إلى حلف الناتو يُعد هدفًا إستراتيجيًا مُكرّسًا في الدستور الأوكراني، وهو ما تعتبره كييف ضمانتها الأمنية الأكثر موثوقية، مؤكدة أن قرار عضويتها ليس من شأن روسيا.
وقال صامويل شاراب، الخبير السياسي، إن أي مطلب بانسحاب أوكرانيا من دونباس يظل غير قابل للتطبيق بالنسبة لكييف.
مستقبل غامض
ووفقًا لمصادر "رويترز"، فإن القمة التي جمعت بوتين بترامب في ألاسكا كانت أفضل فرصة للسلام منذ بدء الحرب، إذ أظهر بوتين استعداده لتقديم تنازلات.
لكن المصادر حذّرت من أن استمرار الحرب أمر محتمل إذا رفضت كييف الاتفاق، كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية أم لا.
وفي إشارة إلى الخلافات، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن بوتين مستعد للقاء زيلينسكي لكن بعد حل جميع القضايا العالقة، مشككًا في شرعية زيلينسكي لتوقيع أي اتفاق سلام.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه بدأ بالترتيب للقاء بين الزعيمين، معربًا عن ثقته في أن بوتين "يريد إنهاء هذه الأزمة