كتب /عادل عياش:
قبل مانتحدث عن الجنوب نتحدث حيث الجبال تروي حكايات المجد تقف ردفان شامخةً كرمزٍ للبطولة والتضحية لم تكن ردفان مجرد منطقة جغرافية بل كانت شرارة الثورة التي ألهبت مشاعر الأحرار في 14 أكتوبر 1963 حين انطلقت أولى عمليات التحرر ضد الاستعمار البريطاني من جبالها الشامخة
وكذلكم عندما نتحدث عن تضحيات الشهداء دماء صنعت التاريخ منذ ذلك اليوم، لم تتوقف ردفان عن تقديم أبنائها قرابين للحرية والكرامة. الشهيد الملازم أول ردفان علي حسين البشيري أحد أبناء هذه الأرض الطاهرة جسّد معنى الفداء حين وقف في وجه المليشيات الحوثية والعفاشية عام 2015 مدافعًا عن الجنوب حتى ارتقى شهيدًا في جبهة باب المندب لم يكن وحده بل سبقه ولحقه آلاف من الشهداء الذين آمنوا أن الوطن يستحق كل شيء
ومن اهم ذلك القادة الذين خرجوا من رحم ردفان لم يكونوا مجرد عسكريين أو سياسيين بل كانوا حراسًا للكرامة وموجهين للبوصلة الوطنية بعضهم سقط شهيدًا وبعضهم ما زال يقاتل في ميادين الشرف رافضين الخضوع لأي مشروع ينتقص من سيادة الجنوب أو يعبث بمصير شعبه
لكن البطولة وحدها لا تكفي فالدولة لا تُبنى فقط بالدماء بل تحتاج إلى مؤسسات تحترم النظام وتطبق القانون. اليوم يطالب أبناء ردفان وكل الجنوب بحكومة تحترم تضحياتهم وتُقيم العدل، وتحاسب الفاسدين وتُعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية خالصة لا مكان بعد اليوم للعبث أو التهميش فالشعب الذي قدّم أغلى ما يملك يستحق أن يُحكم بنظام عادل لا بمزاجيات أو مصالح ضيقة
نحن اليوم علئ عهد الدولة بين الأمل والتحدي
نحن اليوم في مفترق طرق إما أن نُعيد بناء الدولة على أسس الشراكة والعدالة أو نترك الفراغ يبتلع أحلامنا أبناء ردفان كما كانوا في الأمس مستعدون للدفاع عن مشروع الدولة لكنهم يطالبون بأن تكون هذه الدولة حقيقية لا مجرد شعارات دولة تحترم القانون وتُكرم الشهداء وتُعلي من شأن المواطن لا تُقصيه
ردفان ليست مجرد ذكرى إنها رسالة رسالة تقول نحن هنا وسنظل هنا حتى يتحقق الحلم الذي مات من أجله الشهداء
