آخر تحديث :الخميس-07 أغسطس 2025-03:02ص
أخبار وتقارير


الى الجهات المختصة العليا-المركزية والتنفيذية والرقابية والمالية والأمنية...ماهكذا تورد الابل!؟

الى الجهات المختصة العليا-المركزية والتنفيذية والرقابية والمالية والأمنية...ماهكذا تورد الابل!؟
الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - 03:32 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب-عبدالرقيب السنيدي

حقيقةً، ما يجري في الأسواق بعد تحسين العملة يُشكِّلُ مُفارقةً مأساويةً؛ فحين دارت عجلة الإصلاح النقدي، كان المُنتظَرُ أن تترنحَ أسعارُ الغذاء صَوْبَ الانخفاض، لكن الواقعَ تمادَى في الاستعلاءِ على آمال الشعب! فما نراه اليومَ استغلالٌ فاحشٌ يُمارسه تجارٌ أضاعوا بوصلةَ الضمير، وتقاعسٌ مؤسسيٌّ يُهدِّدُ بانهيارِ ما تبقَّى من ثقة. فهل يعقلُ أن تَخْذُلَنا كلُّ هذه الأجهزةُ وهي ترى السفينةَ تغرق؟!


تلاعبٌ صارخٌ يُجسِّده كبارُ الموردين بإفراغِ السوق عمداً، ومضارباتٌ عاتيةٌ تفتكُ بجسد الاقتصاد، وتُوازيها إجراءاتٌ حكوميةٌ رقابيةٌ هزيلةٌ تُشبهُ مُطاردةَ الظل! وغرفةُ الصناعة والتجارة - التي يفترضُ أن تكونَ حارسَ السوق - تتهاوى في سُبَاتِها، بينما المؤسساتُ المصرفيةُ تُمعنُ في العبثِ بسعر الصرف حتى صرفِ الرواتب! فأين الحوكمةُ التي وُعِدنا بها؟ وأين صَولَةُ القانون؟!


فها نحنُ اليومَ إزاءَ مُنعطفٍ تاريخيٍّ: إما أن تنتفضَ كلُّ جهةٍ لتؤديَ دورها بحزمٍ لا هوادةَ فيه، وإما أن نُعلنَ فشلاً ذريعاً تُحمَلُ أوزارُه للأجيال! فالسؤالُ المصيريُّ الذي يُلاحقُ المسؤولين كالشُّرُور: ماذا أنتم فاعلون لانتشالِ العملةِ من حُفْرَتِها؟! أين الإجراءاتُ الاستباقيةُ التي تُذَرِّعُ الأسواقَ قبلَ الاستفحال؟! أين العقوباتُ التي تُزلزلُ عروشَ المحتكرين؟!


أولاً: يا غرفةَ التجارة والصناعة والتموين، حان وقتُ الخُطُواتِ الجريحة! أليس من العارِ أن تستمرَّ هذه المهزلة؟! عليكم: -تشكيلُ "لجنة سيادية" للإشراف المباشرِ على استيرادِ المواد الغذائية بلا مماطلة.

-فرضُ لوائحَ واضحةٍ تُثبَّتُ على جدرانِ المحلاتِ كالشمسِ في رابعة النهار.

-مُحاصرةُ جشعِ التجارِ بآلياتٍ رقابيةٍ يوميةٍ كالسيفِ المسلول.

ثانياً: أيها المصرفيون، كفاكم تَلاعباً بسُقفِ الصرف (٤٢٥ ريالاً)! فهذا المالُ دمٌ يتصبَّبُ من جبينِ الكادحين. فإلى متى ستُغاضبونَ ربَّ السماءِ قبلَ الشعب؟!

-نطالبُ بتفعيلِ رقابةٍ إلكترونيةٍ فوريةٍ على كلِّ عملية صرفٍ للرواتب.

-محاكمةُ كلِّ مَن يَخترقُ السعرَ الرسميَّ كخيانةٍ للوطن.

ثالثاً: أيها المسؤولون في الرئاسة والوزارة، لا تُلقوا بالمسؤوليةِ على غيركم! -لماذا لا تُوفَّرُ بواخر سياديةٌ لاستيرادِ القمحِ والأرزِ كحلٍّ استراتيجي؟

-متى ستُخضعونَ "هائل سعيد أنعم وأمثاله" لسطوةِ القانون؟!

-أين خططُ الطوارئ لضبطِ السوقِ قبلَ أن يتحولَ المواطنُ إلى فريسة؟


خلاصة النداء: يا سادة... كفى مواعظَ ورقاعاً! التاريخُ يُسجِّلُ لحظاتِكم هذه: إما انهزامٌ أمامَ طغمةٍ نهبَتْ أقواتَ الشعب، أو انتصارٌ يُخلِّصُ الضعفاءَ من براثنِ الجشع. فلتُدركوا أن تقاعسَكم اليومَ سيُكتَبُ بدماءِ الجياع! هذه مسؤوليتكم الشرعيةُ والوطنيةُ قبلَ السياسية. فالدولةُ التي لا تُدافعُ عن لقمةِ مواطنيها دولةٌ ميتةٌ بلا روح...ويا تاريخ سجل !؟