آخر تحديث :السبت-20 سبتمبر 2025-03:08ص
إقتصاد


الأثار السلبية لاختيار الموظف بطرق غير سليمة

الأثار السلبية لاختيار الموظف بطرق غير سليمة
الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - 09:36 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

بقلم أ/حسين صالح التام:

تعتبر الموارد البشرية المؤهلة من اهم الموارد التي تبنى عليها اقتصادات البلدان وتقدمها، فدولة مثل اليابان أساساً لا تمتلك أي موارد طبيعية لكنها اتجهت إلى استثمار العقول البشرية حتى أصبحت دولة متقدمة ، لذلك لا يمكن لأي بلد إن يمضي في مسار التنمية والتطوير والبناء دون إن تتاح الفرص لكوادره البشرية المقتدرة أن تعمل وفق قدراتها ومجالاتها المناسبة، وتخطط وتقرر وتحشد الموارد وتنفذ العمل بكافة القطاعات المختلفة، ولا يمكن للكفاءات البشرية أن تُبدع وتبتكر إذا كانت تقودها إدارة سيئة، روتينية الأداء، الجامدة فكرياً والمشبعة بالأنانية وتسيرها توجهات الوساطة والمحسوبية والولاءات الضيقة الجغرافية والسياسية.. الخ.


أن مدخل الموارد البشرية يعد واحد من أهم بوابات الدخول في الفساد، وضعف الأداء والإنتاجية للموظف، إذا تم اختياره بطريقة غير سليمة.


وأولى مهمات إدارة الموارد البشرية هي حسن استقطاب وتعيين الكوادر المناسبة لكل مهمة، وفي القران الكريم قال تعالى :(قالت أحداهما يا أبت استأجره أن خير من استأجرت القوي الأمين).


القوة هنا تشير إلى المعنى العام للقوة الجسدية والعقلية والفكرية ... الخ، وذو الأمانة أي الأمين في عمله الذي يرى أن العمل أمانه عنده وتلك الصفات هي اهم الصفات المطلوبة في الموظف، وإن لم تتوفر فقد اختل العمل، وتحدثت الآيات اللاحقة عن حقوق الطرفين وواجباتهما ومدة العمل.


وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من ولي امر من أمور المسلمين شيئا فولى رجلا لمودة أو قرابة بينهما، فقد خان الله ورسوله، وهذا ينطبق على المناصب بكل مستوياتها.


الأثار السلبية على المؤسسات والمنظمات نتيجة سوء اختيار الموظفين


ضعف الإنتاجية


نتيجة تعيين كوادر بشرية ضعيفة من حيث المؤهلات والخبرات والقدرات أو غير مناسبة للعمل، أصابة المنظمة بالضعف في الأداء فتقل الإنتاجية في العمل مما يؤدي إلى غياب المنافسة الشريفة والكفاءة، ويحدث تأخر في تنفيذ المشاريع و أظهرت دراسة من " Mckinsey" أن سوء التوظيف ينعكس على الأداء العام للمنظمة أو الشركة، حيث يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية بنسبة 30%، وزيادة التكاليف بنسبة 5%، بسبب سوء اختيار الموظفين والاضطرار إلى أعادة تدريبهم والى استبدالهم.


انهيار سمعة المنظمة


قد تتشوه الصورة الذهنية للمنظمة أمام العملاء أو أصحاب المصلحة بسبب ظهور فرق عمل غير كفؤة ولا تتمتع بالمهارات المناسبة أو القدرات أو التعامل مع الأطراف الخارجية أو العملاء فتنقل صورة سلبية تماما عن المنظمة.


الخسائر المالية للشركات


قد يتسبب الاختيار غير السليم للموظف في خسارة مالية للشركات بسبب سوء تنفيذ الأعمال، أو تأخير إنجازها، أو احتياج فرق العمل لدورات تدريب كثيره، فقد ترصد نفقات إضافية لتدريب فرق العمل التي وصلت بطرق غير سليمة مما يشكل هدر للموارد، بينما كانت المنظمة ليست بحاجة اليها لو اختارت من البداية الكوادر المناسبة بطريقة سليمة.


التدخل في أعمال المنظمات والمؤسسات


أحيانا يتم اختيار الموظف بناء على توجهات أطراف معينة أو مؤثرة، أو علاقات أو وساطة وهذه التوجهات ليس لها علاقة بالعمل في الوظيفة، وهذا الموظف الذي أتى بهذه الطريقة يلجا لنفس الأسلوب الذي توظف بموجبه عندما يجد مشكلة لاعتقاده أن من أسهم في توظيفه اقوى من الجهة التي يعمل بها، فتزداد التدخلات من أطراف أخرى مما يقلل من هيبة المؤسسة أو المنظمة ويفقدها قوتها التنظيمية والإدارية.


ضعف الثقة في مواقع ومؤسسات التوظيف وجهات العمل


وفقا لطرق اختيار الموظف غير السليمة، تضعف الثقة بقدرات الجهات وكذلك الجهات التي تعمل بمجال التوظيف والعمل فلا يتم التعامل معها، ويعزف الباحثين عن العمل من التقدم للعمل مجددا اليها أو بواسطتها، وأشار تقرير GLOBAL SUSUSES ETHICES  إلى أن 40% من الموظفين لديهم ثقة منخفضة في قدرة أصحاب العمل على معالجة القضايا الأخلاقية، مما يؤدي إلى بيئة عمل صحية وانخفاض في الأداء.


ومن طرق اختيار وتعيين الموظف الغير السليمة: الوساطة، المحسوبية، العلاقات، ممارسة النفوذ، المحاصصة السياسية أو التحيز السياسي أو الاجتماعي ...الخ  


أما الأثار السلبية للتوظيف غير السليم على سوق العمل والباحثين عنه فتتمثل في الاتي:


غياب المنافسة الشريفة.


تحطيم المواهب والكفاءات ودفعها للهجرة أو العمل بوظائف أخرى أو السفر للدول المجاورة.


ضف الحرص على تطوير المهارات والقدرات في سوق العمل بسبب ضعف الجدوى من وجودها وسوء طرق توظيفها وأدارتها.


ضياع فرص الاستفادة من القدرات والخبرات المتميزة في سوق العمل.


خلق سوق عمل غير منظم من حيث السياسات والإجراءات والضوابط ومواقع وجهات التوظيف.. الخ


في بعض الأحيان تقوم الشركات والمنظمات المحلية والدولية بنشر إعلانات توظيف وهمية وقد تم طبخ الوظيفة لشخص ما حتى قبل نشر الإعلان عنها مثلما تعمل بعض المنظمات في اليمن على موقع يمن اتش ار وغيرها من مواقع التوظيف.


ختاما: سوء الاختيار والاستقطاب هو في الحقيقة هدر للموارد البشرية لأنه يتم استبعاد أفضل القدرات المناسبة خارج الفرص الشاغرة، والعمل أساسا هو أخلاق قبل إن يكون مكسبا ماديا أو ترقية أو وظيفة أو منصب ومن اجل تطوير إدارة الموارد البشرية في اليمن يجب أن يتم اختيار أفضل الكوادر الأمينة لأدراه الموارد البشرية لأنه ببساطة سيمر عن طريق هذه الإدارة كل فريق المنظمة أو المؤسسة ومن أخلاقيات الموارد البشرية التحلي بالنزاهة والشفافية والعدالة.