سنموت جميعًا ورغم علمنا بهذا الوداع المؤكد لا نزال نؤذي بعضنا بأشد أنواع الأذى...
عبارة موجعة تختصر واقعًا نعيشه كل يوم دون أن نلتفت إليه نعلم يقينًا أن النهاية واحدة وأن الحياة قصيرة ومؤقتة ولكننا – في غفلتنا أو جريًا خلف المصالح أو غرقًا في الانفعالات – نُمعن في جرح بعضنا البعض بالكلمة والتصرف والموقف.
في ظل ما تمر به مجتمعاتنا من
أزمات معيشية وحروب نفسية
واحتقان اقتصادي واجتماعي
بات بعضنا ينسى أن الآخر إنسان مثله يتألم ويحزن ويخاف ويحتاج إلى الدعم لا الطعن
نعيش اليوم في زمن صعب حيث الضغوط تنهك القلوب والحياة تُرهق الأرواح ورغم ذلك ما زال البعض يتعامل بجفاء ويكيل الاتهامات ويخون النيات ويُقصي من يختلف معه ولو قليلًا بدل أن نتراحم نتناحر بدل أن نتعاضد ونتكاتف نتشظى وكأننا نُسابق الموت بأفعالنا لا بإنجازاتنا ماذا يحصل لنا هل تعرضنا لمس شيطاني او اصابتنا عين
ألا يستحق منا هذا الإدراك المؤكد بأن الموت آتٍ لا محالة أن نُحسن لبعضنا قبل الرحيل؟
ألا يكفي ما نعانيه من ظروف صعبة حتى نضيف إليها قسوة بعضنا على بعض؟
ليتنا نوقظ في قلوبنا جذوة الرحمة والتسامح ليتنا نزرع في مجتمعاتنا ثقافة العفو ونحترم الاختلاف ونتعاون في ما تبقى لنا من عمر لأن الأيام لا تعود والقلوب إن انكسرت قد لا تُجبر
فلنغتنم الوقت لنكون سببًا
في فرح لا في ألم
فلنُخفف عن بعضنا لا أن نُثقل
ولنُدرك أننا حين نُحسن فإنما
نُحسن إلى أنفسنا قبل غيرنا
الحياة قصيرة لكننا قادرون على أن نجعلها أطيب وأكرم وأسلم… فقط إن اخترنا أن نكون بشرًا بحق
من /م.عبدالقادرالسميطي
*دلتا ابين