كتب / عادل عياش:
تُعد القوات المسلحة الجنوبية أحد أعمدة الدفاع عن الأرض والكرامة، وقد قدم أفرادها تضحيات جسيمة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، ولا سيما أولئك الذين أصيبوا في ساحات القتال فباتوا يحملون في أجسادهم آثار المعارك التي خاضوها باسم الوطن.
ومع تعاقب المسؤولين، ظل جرحى القوات المسلحة الجنوبية ينتظرون من الجهات المعنية الاعتراف بتضحياتهم وتوفير الدعم والعلاج اللازم لهم. إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الفئة التي يفترض أن تحظى بالرعاية القصوى باتت تعاني من التجاهل والتهميش.
ويأتي في مقدمة هذه الجهات المعنية الدكتور عارف الداعري الذي يشغل منصبًا رسميًا يضعه في موقع مسؤولية مباشر تجاه الجرحى وأسرهم. إلا أن الشكاوى المتكررة من الجرحى تفيد بغياب الدعم وعدم توفر البرامج العلاجية والتأخير في صرف المستحقات، إضافة إلى غياب الصوت الرسمي الذي يطالب بحقوقهم أمام الجهات العليا.
إن التهميش الذي يتعرض له هؤلاء الأبطال لا يعكس فقط ضعفًا إداريًا، بل يمثل خذلانًا معنويًا لجراحهم التي ما زالت تنزف في صمت. فهم لم يطلبوا سوى إنصاف وعدالة، ولم يبحثوا عن امتيازات، بل عن الحد الأدنى من العناية والاحترام.
وبينما يسود الإحباط أوساط الجرحى، تبقى الآمال معلّقة بأن يقوم الدكتور عارف الداعري بمراجعة السياسات القائمة والإنصات إلى معاناة هؤلاء المناضلين واتخاذ خطوات عملية تنصفهم وتعيد لهم جزءًا من الكرامة التي دافعوا عنها.
التاريخ لا ينسى، والجراح لا تندمل بالكلمات وحدها، والموقف الآن يتطلب إرادة حقيقية وتغيير فعلي لا مجرد وعود عابرة.