كتب/سالم فرتوت:
يتعرض الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي لحملة شرسة وخبيثة، وليس بخاف على كل ذي عقل أن يفهم من يقف وراءها. الحملة على عيدروس الزبيدي تخلت عن التهم السابقة لكل جنوبي أبى ويأبى التفريط في بلده، منذ أن ظهرت أكذوبة الوحدة اليمنية التي روج لها بعض عبطائنا الجنوبيين من صنائع الاستعمار البريطاني وعملاء الإمام يحيى والإمام أحمد والشيخ عبدالله الأحمر.
تخلت قوى المحتل اليمني عن التهمة الجاهزة لكل جنوبي يرفض هيمنتهم، بعد أن صارت تلك التهمة غير ذي جدوى في حربهم على كل ما هو جنوبي. فاتبعوا أسلوب ضرب قضية الجنوب باسمها. لقد فرضت ما يسمى بالوحدة اليمنية على الجنوب قسرًا، بإيعاز من المستعمرين الإنجليز.
وكان يتعين على النظام الذي تسلم الاستقلال أن يمارس القمع ضد القوى الوطنية الجنوبية التي استنكفت التفريط في بلدها بتهمة الانفصالية. وإذ قمع تلك القوى، وفرض على تنظيمين صغيرين الانضواء فيه، كان المفروض في ظل حكم الحزب الواحد أن تستقر البلاد، ويوجه النظام جهوده نحو التنمية.
لكن ما حدث أن الحزب الحاكم وحده شهد عدة انقلابات، أفضت في الأخير بالبلاد إلى طريق مسدود، وعجلت بالتخلي عنه بعد أقل من 23 عامًا من استقلاله. ثلاثة انقلابات شهدها الجنوب خلال أقل من 23 عامًا تحت مبررات وحجج واهية، تارة بحجة تصحيح مسار الثورة، وأخرى باسم الحفاظ على نهج الثورة من انحراف اليسار الانتهازي، وثالثة أيضًا كانت بحجة ظهور تيار يميني جديد.
وكان الجنوب الوطن هو الخاسر، خسر في عام 1969م رئيسًا بعيد النظر أحب بلده وشعبه وبذل كل ما بوسعه للنأي به عن هذا المصير الذي أوصلته سياسة التآمر والتربص والكيد إلى ما هو عليه اليوم. وخسر في المرة الثانية عام 1978م رئيسًا ذا شعبية واسعة عاد إلى جادة الصواب عندما اتضح له أن بلاده تسير في الطريق الخطأ.
وكان الجنوب بعد كل انقلاب يتعرض لهزات معنوية تنال من شعبية النظام وتضر بالوحدة الوطنية الجنوبية. فقد بلغت الخلافات ذروتها بين الرئيس وتياره من جهة وتيار آخر، افتعل معه خلافات غير مبررة حقيقة، حيث تم استدراج شعب الجنوب إلى صراعات الرفاق التي اندلعت عسكريًا مطلع عام 1986م، فأفضت في الأخير إلى اقتتال دام، أثر سلبًا على الروح المعنوية للشعب وأضر بشعبية النظام، فلم يجد آخر الرؤساء مناصًا من التضحية به خشية جولة صراع رابعة قد تطاله.
نسمع دعوات اليوم تطالب بإطاحة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، دعوات لا تخدم الجنوب وقضيته، يقف وراءها قوى معادية لشعب الجنوب وقيادته السياسية المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه الذي أزعجت تحركاته ونفسه الطويل وحرصه على تحقيق استقلال تام للجنوب، قوى الطامع اليمني وقوى أخرى تود إطاحة رمز قضية الجنوب عيدروس الزبيدي عبر استخدام المتأبطين شرًا الذين فشلوا من قبل في التصدي للقيادة السياسية الجنوبية برئاسة عيدروس، لكن المحتلين عادوا إليهم ليحركوهم تحت مسمى الحرص على الجنوب وقضيته وحق شعبه في حياة كريمة.
فيا أيها المتأبطون شرًا، كفانا انقلابات.