اقترحت المفوضية الأوروبية تعليق إسرائيل جزئيًا من برنامجها الرائد للأبحاث العلمية "هورايزن أوروبا" البالغة قيمته 80 مليار يورو، بسبب الأزمة الإنسانية الشديدة في قطاع غزة، حسبما كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء.
قرار غير مسبوق
تشير صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى أن هذا الإجراء يُعد الأول من نوعه في تاريخ برنامج "هورايزن أوروبا"، الذي يُعتبر من أرقى برامج البحث العلمي في العالم ولم يسبق له أن علّق أي دولة من قبل.
يأتي الاقتراح وسط إدانة عالمية واسعة لأعمال إسرائيل في غزة، بما في ذلك مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة فعل المزيد لوقف "المجاعة الحقيقية"، وفقًا لما ذكرته "الجارديان".
وأعلنت السلطة الدولية الرائدة المعنية بأزمات الغذاء "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، اليوم الثلاثاء، أن "السيناريو الأسوأ للمجاعة يتكشف حاليًا" في غزة، ما يوفر للمسؤولين الأوروبيين أساسًا قانونيًا للتعليق، نظرًا لشدة الأزمة الإنسانية.
واقع كارثي يبرر التدخل الأوروبي
وفقًا لتقرير المفوضية المرفوع إلى الدول الأعضاء، الذي اطلعت عليه "الجارديان"، فإن "90% من الأسر تواجه انعدامًا شديدًا في الأمن المائي، ومعدلات سوء التغذية ترتفع بحدة مع وجود نقص شديد في الأدوية، وتقريبًا كامل سكان غزة معرضون لخطر المجاعة".
وأشار المسؤولون الأوروبيون إلى أنه تم منعهم من الوصول إلى غزة للتحقق من توصيل المساعدات الإنسانية، وأن هناك حاجة لمزيد من نقاط الدخول ومراكز التوزيع.
تفاصيل التعليق والخسائر المالية المرتقبة
توضح الصحيفة البريطانية أنه حال الموافقة على الاقتراح، ستُحرم إسرائيل من الوصول إلى "المجلس الأوروبي للابتكار"، أحد المجالات البحثية الحيوية ضمن برنامج هورايزن والمتخصص في التقنيات المتطورة.
وتُعتبر إسرائيل من أكثر الدول المشاركة في البرنامج، إذ حصلت على نحو 200 مليون يورو من إجمالي 900 مليون يورو مخصصة منذ 2021، بواقع 135 مليون يورو كمنح و65 مليون يورو كاستثمارات في الأسهم، ويضم البرنامج حاليًا 46 شركة إسرائيلية، وفقًا للاتحاد الأوروبي.
الإطار القانوني والتصويت المرتقب
أوضحت المفوضية في بيان لها، أن التعليق سيستمد أساسه القانوني من مراجعة اتفاقية الشراكة التجارية مع إسرائيل، التي جاءت استجابة لدعوات هولندا المدعومة من 17 دولة، مايو الماضي، لمراجعة الاتفاقية.
وسيحصل التعليق الجزئي على الأثر القانوني من خلال المادة 79 من الاتفاقية الأوروبية المتوسطية إذا اعتُبر الإجراء متناسبًا.
سيُعرض اقتراح من سبع صفحات على سفراء الدول الأعضاء المجتمعين في بروكسل، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، لمناقشة الصفقة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ووفقًا للقواعد، يحتاج الاتحاد الأوروبي لأغلبية مؤهلة تعني أصوات نحو 15 دولة عضو تمثل 65% من سكان التكتل، ما يعني ضرورة دعم ألمانيا للخطوة تقريبًا.
وكشف كبار المسؤولين الأوروبيين لـ"الجارديان"، أن مزاج اجتماع السفراء، الأسبوع الماضي، بشأن المساعدات الإنسانية كان "محتدمًا" مع وجود "إلحاح خاص" لطرح هذا الاقتراح على الطاولة
