كتب /محمد ناصر العولقي
عقب الانتهاء من فقرة الدرس اليومي قبيل إقامة صلاة العشاء والتراويح في أمسيات جعار الرمضانية كانت المدينة تعيش لحظة فنية روحانية حين ينطلق صوت الحاج سليم الصبيحي - رحمه الله - من خلال ميكروفونات مسجد جعار الكبير منشدا بالأنشودة الصوفية :
يا رب يا عالم الحال
إليك وجهت لآمال
فامنن علينا بالاقبال
وكن لنا وأصلح الحال
وتتبعه الحناجر داخل المسجد وخارجها مرددة معه في انسجام وتجلٍ وروحانية يقطرها صوت الحاج سليم الصبيحي المميّز بنبرته الحادة الممزوجة بالحزن .
وقد بقيت هذه الأنشودة في ذاكرتي وذاكرة أبناء جعار كإحدى الإيقونات الرمضانية وكلما سمعتها عادت إلى روحي ووجداني أجواء رمضان ولياليه وجمع المصلين داخل المسجد ومستوعبات المياه الباردة الموضوعة في أركان المسجد وبجانب الأعمدة والناس الطيبون والصفاء الروحي المنبعث من الصدور مصحوبا بأصوات المنشدين .
رحمك الله يا حاج سليم الصبيحي وجزاك الله خيرا عن مئات الأسر التي سعيت لأجلها ومئات المساجد التي جمعت المساعدات لصالح بنائها في تلك الأيام التي كانت الدولة لا تبني المساجد .
/12يوليو 2019م