كشف موقع "ديفانس لاين" المتخصص بالشأن العسكري والأمني في تقرير صدر عنه حديثاً، عن خطة انتشار قوات الحوثيين على السواحل الغربية لليمن، وتشكيلاتها، ومواقع تمركزها، والقيادات الرئيسية، إلى جانب تقسيمات مسرح العمليات العسكري..
منذ سنوات وجّهت جماعة الحوثي تركيزها نحو الحديدة وحجة، واتجهت للتموضع على البحر الأحمر، اتساقا مع استراتيجية إيرانية للتواجد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة الحيوية القريبة من القرن الأفريقي.
فمنذ مطلع العام 2017 بدأت جهود الحوثية لتطوير قوات بحرية كقوة ردع دفاعية، مدعومة بتدفق لوجستي وعسكري مستمر من طهران، شمل تقنيات متقدمة في مجالات الصواريخ والطائرات المسيرة، وكذلك في القدرات البحرية.
خطوات الجماعة تلك جاءت أيضا استباقا لعملية "السهم الذهبي" التي أطلقها التحالف بقيادة السعودية منتصف 2018، والتي وصلت إلى مشارف مدينة الحديدة، قبل أن تتوقف بعد أقل من ستة أشهر بالقرب من الميناء، نتيجة اتفاق ستوكهولم، ما أبقى الميناء تحت سيطرة الجماعة ومنحها فرصة ثمينة لإعادة ترتيب صفوفها.
ما بعد الاتفاق شكّل نقطة تحوّل استراتيجية بالنسبة للحوثيين، الذين اتجهوا إلى تعزيز بنية عسكرية مستدامة في مناطق الساحل، وبرز الدور الإيراني بوضوح أكبر بعد عام 2019، من خلال تكثيف الدعم العسكري في شتى المستويات، وخصوصاً البحرية منها.
نتناول في هذا التقرير انتشار قوات الحوثيين على السواحل الغربية لليمن، وتشكيلاتها، ومواقع تمركزها، والقيادات الرئيسية، إلى جانب تقسيمات مسرح العمليات العسكري.
أبرز قادة الهيكل العسكري والأمني للحوثيين في السواحل الغربية
شمل انتشار الجماعة في ساحل البحر الأحمر، مناطق الساحل التهامي الممتد من الحديدة إلى حجة، وكذلك المرتفعات الغربية المطلة ضمن محافظتي ريمة والمحويت، حيث أعادت الجماعة تموضع قواتها البرية ضمن خطة شاملة لتأمين الساحل.
وتم تأطير هذا الامتداد العسكري ضمن نطاق "المنطقة العسكرية الغربية"، ومقرها مدينة الحديدة، والتي عُيّن القيادي البارز يوسف حسن إسماعيل المداني، المعروف بـ"أبو حسين"، قائداً لها في أبريل 2017، مع منحه رتبة لواء.
ويُعد المداني أحد القادة المقربين من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، إذ تربطه به صلات مصاهرة، إذ تتحدث معلومات أنه متزوج من ابنة مؤسس الجماعة.
وهو من أوائل الذين تلقوا تدريبات عسكرية وعقائدية في إيران ولبنان، وشارك بفاعلية في تشكيل البنية العسكرية منذ النشأة الأولى قبل أزيد من عقدين.
والمداني أيضاً أحد القادة المدرجين على قوائم العقوبات الدولية؛ إذ فُرضت عليه عقوبات من مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة، كما صدر بحقه حكم إعدام من القضاء العسكري في مأرب، ويخضع للمحاكمة لدى المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن.
تعيين الرجل الأقوى داخل الهيكل العسكري للحوثيين، الذي تصفه الجماعة بـ"حارس البحر الأحمر، قنّاص السفن"، سبقه إعادة تفعيل الكلية البحرية في الحديدة، وتخريج أول دفعة من المقاتلين الحوثيين في مطلع 2017، تزامنًا مع إنشاء كتائب عقائدية وسرايا نخبوية أشرفت على تدريبها كوادر حوثية عادت من إيران ولبنان وسوريا، إلى جانب ضباط يمنيين موالين للجماعة، جرى استغلال خبراتهم العسكرية في مرحلة الإعداد الأولى.
ولاحقا سينضم إلى العناصر المحلية خبراء ومستشارون إيرانيون وعرب تم إيفادهم للمساعدة في تطوير برامج التدريب وتقديم المشورة الفنية.
وأخضعت الجماعة المقاتلين لدورات مكثفة، ليتم تسريع عمليات تخريج الدفعات. وفي نهاية العام ذاته، حضر صالح الصماد، رئيس "المجلس السياسي الأعلى" التابع للجماعة حينها، حفلات تخريج دفعات بحرية في كل من الحديدة وحجة، في مشهد يعكس تسارع الخطى نحو عسكرة الساحل.
يوسف المداني خلال رئاسته اجتماعا بالمحافظين والقيادات العسكرية والأمنية
بات المداني لاحقاً المسؤول العسكري المباشر عن جبهة الساحل الغربي، حيث أوكلت إليه قيادة مختلف التشكيلات: القوات البرية، والقوات البحرية، وقوات الدفاع الساحلي، وخفر السواحل، وأشرف شخصياً على الهجمات البحرية التي بدأت الجماعة تنفيذها منذ نوفمبر 2023.
إلى جانب المداني، يضم هيكل القيادة في المنطقة العسكرية الغربية عدداً من القادة البارزين:
-عبدالعزيز محسن حسين المرتضى، رئيس أركان المنطقة الخامسة، برتبة لواء، وهو من رازح صعدة ويعد أحد القيادات العقائدية المؤثرة المنحدرة من محافظة صعدة، ويتمتع بنفوذ واسع داخل المؤسسة العسكرية الحوثية.
-حمزة أبو طالب ويكني (أبو حمزة)، يتولى الإمداد والتموين اللوجستي ويشرف على الشؤون المالية للمنطقة، وهو من صعدة ويحمل رتبة لواء.
-محسن ضيف الله أبو غيدنة وعبدالله سهيل، عُيّنا مساعدين للمداني، ويحمل كل منهما رتبة عميد.
-محمد عبدالله محمد الكبسي (أبو عقيل)، مسؤول عن التدريب والتأهيل، برتبة عميد.
-هلال محمد علي ناجي الشامي، مشرف على التوجيه العقائدي والأنشطة التعبوية في المنطقة، برتبة عميد.
-يحيى مهدي هادي المختار، مسؤول القوى البشرية في المنطقة، برتبة عميد.
رياض صلاح عبدالله ناشر بلذي، مسؤول الاستخبارات العسكرية في الساحل، وهو من صعدة وعنصر فاعل في الجهاز الأمني للجماعة، ويعاونه العميد إبراهيم أحمد علي المطري.
وأخيراً، محمد علي أحمد الأسدي، يقود جهاز "الأمن الوقائي الجهادي" في المنطقة، ويُعتبر من أبرز الأسماء الفاعلة في العمل الاستخباري في الساحل الغربي.
أبرز المكونات والأفرع العسكرية في جبهات تهامة:
القوات البحرية
تُعد القوات البحرية والدفاع الساحلي العمود الفقري للحوثيين في البحر الأحمر. ويقع مقر قيادتها في شارع الميناء بمدينة الحديدة.
القيادة للقوات يتولاها –شكليا- اللواء ركن محمد فضل عبدالنبي حسين، وهو ضابط سابق في الجيش، لكن الدور الفعلي يعود للقيادي منصور أحمد محمد السعادي (رئيس الأركان، برتبة عميد)، ويكني (أبو سجّاد) وهو أحد العناصر العقائدية المبكرة، نشأ في صعدة وتقول بياناته الشخصية إن أصوله تعود للمحويت.
وتلقى تدريبات في إيران ولبنان وسوريا، ومدرج على قوائم العقوبات الأممية والأمريكية منذ 2021، ويلعب دورًا محوريًا في التسليح والتصنيع والهجمات البحرية.
المداني وقائد البحرية الحوثية خلال تدشين فعالية للقوات
ويتولى عمليات القوات القيادي أحمد سعيد مقبل الزبيري، برتبة عميد. وهو ضابط قديم، منخرط فكريا وعسكريا مع الجماعة منذ سنوات.
فيما يتولى مسئولية القوى البشرية عميد محمد حسين حسن الاهنومي (صعدة).
ويتولى مهمة الاستخبارات البحرية عادل أحمد عبدالله اللكومي، برتبة عميد، وهو أحد قيادات الجهاز الاستخباري والأمني، وتوليه الجماعة رعاية واهتمام، وعينّته منذ 2015 في هياكل وزارة الداخلية ومنحته رقما ورتبة ضابط، وأوكلت له مواقع أمنية وعسكرية. وتتحدث معلومات عن نقله مؤخرا للعمل في محطة المخابرات التابعة للحوثية في سلطنة عمان.
تضم البحرية عدة ألوية مشاة بحرية وسرايا وكتائب ووحدات شرطة جوية، تنتشر على سواحل الحديدة وحجة. وتتولى تنفيذ مهام بحرية وتسيير دوريات بحرية وعمليات المراقبة، ويقع تحت إدارتها معدات وأسلحة بحرية ومدفعية ساحلية ورادارات وأنظمة بصرية وأجهزة توجيه السفن، وفي يدها أعتدة الألغام وزوارق سطح تكتيكية وغير مأهولة وغواصات وذخائر موجهة مضادة للسفن.
مواقع رئيسية:
القاعدة البحرية في الكثيب (الحديدة) وقاعدة عبس (حجة): بنية لوجستية تعرضت لغارات أمريكية وبريطانية، ومثلهما الكتيبة الفنية البحرية في الجبانة (الحديدة).
-الكلية البحرية، ومقرها جنوبي ساحل الكثيب قرب الميناء، يتولى إدارتها تنفيذيا العميد عبدالله إسماعيل محمد الشبيبي، من ذمار. مباني الكلية ومرافقها وميادين التدريب تستخدمها الحوثية للعمليات البحرية.
ويعاونه في إدارة الكلية العميد ركن بحري يحيى محمد المتوكل.
-المدرسة البحرية، أُنشئت نهاية 2018، ويديرها العميد محمد عبدالله حميد زربة.
-ألوية الدفاع الساحلي:
يقع مقرها في (كيلو 7). يقودها محمد علي محمد القادري، برتبة لواء. وهو أحد الفاعلين في القوات البحرية، عيّنته الجماعة سابقا مديرا للكلية البحرية وممثلا لها في فريق إعادة الانتشار بالحديدة المشكل بموجب اتفاق استوكهولم.
تضم القوات الساحلية عدة ألوية دفاع ساحلي تنتشر في الحديدة وحجة. وتتمركز قيادتها في معسكر الدفاع الساحلي بمنطقة الجبانة، مفرق الصليف، ويتولى عملياتها العميد أحمد سعيد.
خفر السواحل:
بالتوازي، تنشط قوات خفر السواحل في ذات المحافظتين، وتدار مركزيًا من قبل القيادي شاهر محمد حسين القحوم، برتبة لواء، وهو من المتطرفين لفكرة الحوثية وينحدر من عمران، وعنصر فاعل في الهياكل العسكرية والأمنية الحوثية، تم تعيينه سابقا قائدا لقوات الأمن المركزي، وكان أحد عناصر الجماعة الذين اعتقلتهم السلطات خلال حروب صعدة.
يعاونه فهد العياني، المعين نائبا لمصلحة خفر السواحل برتبة لواء، وإلى جانبه يوسف عبدالله علي شرف الدين، المعين وكيل مساعد للمصلحة برتبة لواء. كان يشغل مدير الأمن البحري في الحديدة خلال ما قبل ٢٠٢١. كذلك الوكيل المساعد أحمد علي حسين ادريس برتبة لواء.
تتخذ قوات خفر السواحل من ميناء الصليف مقرًا لها، وتنفذ دوريات بحرية منتظمة.
فيما تم تعيين القيادي زيد علي اسماعيل الوشلي، رئيسا لمؤسسة موانئ البحر الأحمر، كان قائد قطاع البحر الاحمر لخفر السواحل خلال ٢٠١٩، ثم تم تعيينه نائبا لرئيس مصلحة خفر السواحل بعد ذلك.
-القوات الجوية:
تنتشر في المنطقة الغربية عدة ألوية جوية وألوية دفاع جوي. ووحدات تخصصية وكتائب مدفعية ورادارات، وشرطة جوية.
وتقع تحت إطارها القاعدة الجوية بالحديدة، كان يقودها العميد علي يحيى محمد الضمين. وتستغل الجماعة هذه المنشآت في عملياتها العسكرية.
القوى النوعية:
-القوة الصاروخية: تضم وحدات من القوة الصاروخية، وألوية وكتائب من مجموعة الصواريخ.
هي المسئولة عن عمليات إطلاق الصواريخ، بأنواعها البحرية والجوية ومن نوع أرض- أرض.
ويرجح أن فرع الصواريخ يتم إدارته مركزيا بإشراف قيادة القوى النوعية للجماعة.
-الطيران المسير: تتمركز في جبهات الساحل الغربي والمنطقة الغربية وحدات من الطيران المسير، تتولى عمليات تطوير الطائرات غير المأهولة والطائرات الانقضاضية والمفخخة أحادية الاتجاه، وعمليات التجميع والتصنيع والصيانة في مراكز وورش محصنة. كما تتولى عمليات الاطلاق، وهي المسئولة عن تنفيذ عمليات متعددة، بحرية وبرية. ويرجح أنها تدار مركزيا.
-التصنيع الحربي: فرع التصنيع الحربي بالساحل يتولى الإشراف على ورش الصيانة والتصنيع ومراكز التجميع. يضم خبراء ومستشارين وفنيين ومشغلين يشاركوا في تجميع الأعتدة البحرية، أهمها الألغام والمتفجرات البحرية. وتصنيع زوارق السطح وزوارق مفخخة، وتجهيزها فنيا وتقنيا.
التشكيلات البرية و"القوات الجهادية":
تضم المنطقة العسكرية الخامسة تشكيلات متعددة من الألوية والكتائب والوحدات التخصصية، أغلبها من القوات البرية التي أعيد تأطيرها ضمن هيكل الجماعة.
تضم ألوية مدرعة وألوية مشاه/ ميكا، ووحدات مدفعية، ومجموعة ألوية احتياط. في حين تتحدث تقارير عن نقل ألوية دروع ومشاة من الحرس الجمهوري والحماية الرئاسية إلى جبهات الساحل.
كما تنتشر أيضًا قوات من الشرطة العسكرية بقيادة العميد حسين محسن أحمد الهطيفي.
وقد أنشأت جماعة الحوثي ألوية جديدة ودعّمتها بمقاتلين عقائديين من "فصائل الاحتياط العام" القوة الصلبة للجماعة، وهي قوات مركزية تخضع لقيادة "المجلس الجهادي"، بعيدًا عن هياكل وزارة الدفاع الرسمية.
تنشط "كتائب المهام الخاصة"، تضم مقاتلين عقائديين، بقيادة عبدالله يحيى هادي خاطر، من صعدة، برتبة عميد، وهو من القيادات المنخرطة مع الجماعة منذ عام 2000، وكان أحد العناصر المطلوبة للسلطات اليمنية خلال حروب صعدة.
في حين يقود إبراهيم محمد العبودي، برتبة عميد، "كتائب تهامة"، ويقود إبراهيم صغير حسن ريب برتبة لواء، "لواء تهامة"، الذي يستقطب مقاتلين من المناطق التهامية.
وهناك تشكيل بمسمى "ألوية الحسم" يتألف من عدة ألوية وكتائب، تحت قيادة عميد محمد الهمداني.
وتوجد أيضًا "ألوية الساحل الغربي" بقيادة عبدالله علي حسن الوزير، برتبة عميد، وهو قيادي متشدد فكريا، وتضم اللواء السادس والسابع والثامن، وتتمركز في الدريهمي. وبرز مؤخرًا اسم "ألوية حماية الساحل" بقيادة محمد عيضة علي جابر شويان، برتبة عميد، وهو من صعدة أيضا ومن العوائل الحوثية المتشددة.
كما تتحرك في المناطق الساحلية الغربية لمحافظة حجة تشكيلات احتياطية من "ألوية البدر"، يقودها عقيل محمد عباس المؤيد، وهو شخصية تعمل في الظل وارتبط اسمه بالجماعة من وقت مبكر.
عيّنته الجماعة في وزارة الدفاع عام 2016، ومنحته رقما عسكريا ورتبة "المقدم"، ضمن عشرات من عناصر الجماعة الذين وطّنتهم داخل وزارة الدفاع رغم عدم التحاقهم بالخدمة العسكرية. وفقا لمعلومات ووثائق حصل عليها "ديفانس لاين". ثم تم ترقيته لاحقا إلى رتبة لواء.
تقسيم مسرح العمليات:
تم تقسيم مسرح عمليات الساحل التهامي إلى محاور عسكرية وقطاعات عملياتية.
محافظة الحديدة
تم تقسيمها إلى محورين:
المحور الجنوبي:
يمتد من الدريهمي إلى التحيتا وجبل راس، ويقوده العميد محمد حميد بدر الدين الحوثي، نجل شقيق زعيم الجماعة، يعمل في الظل وغير معروف إعلاميا. ولا توجد له صور في الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل.
كما يتولى الإشراف على تلك المناطق عسكريا وأمنيا وإداريا، وعلى عمليات الحشد والتعبئة، وهو من يتسلم الرسوم والجبايات المفروضة على المواطنين.
التحيتا والمناطق الجنوبية في المحافظة، هي منطقة تمركز استراتيجي للحوثية، وفي التحيتا وأطراف الجراحي وجبل راس تقع خطوط التماس مع القوات اليمنية.
في هذا المحور، برزت أسماء عدة شخصيات، منها القيادي عبدالله عبده عطيفي (أبو طاهر) برتبة لواء، الذي عين محافظًا للحديدة في نوفمبر الماضي، وينشط منذ السنوات في العمل العسكري والأمني والطائفي وأنشطة التحشيد. ويعتبر عضو قيادة العمليات المشتركة في الساحل الغربي.
كما يحضر حمزة أحمد محمد المرتضى، الذي قاد محور حيس، وهو أحد القيادات التي يتم تداول اسمها في الجانب الأمني وشبكات التهريب.
فعالية طائفية للحوثيين في الحديدة
فيما تحدثت تقارير أن الجماعة دفعت مؤخرا بالقيادي نجيب صالح الكشري (أبو لقمان)، للإشراف ميدانيا على جبهات المديريات الجنوبية، والكشري ينحدر من حجة وهو أحد القيادات العقائدية التي ارتبطت بالجماعة مبكرا، ورافق مؤسس الجماعة قبل ترشيحه لمهام أمنية لزعيمها عبدالملك، شارك في عمليات التمرد خلال حروب صعدة وكان أحد المطلوبين للسلطات، وهو أيضا أحد القادة النشطين في الجهاز الأمني وفي العمليات العسكرية.
وقد عينته الجماعة بعد 2015 في وزارة الدفاع ومنحته رتبة عميد، ثم قائدا للواء السادس حماية رئاسية، وفقا لوثائق حصل عليها "ديفانس لاين".
وعيّنته مشرفا على صنعاء، فيما تحدثت مصادر عن تعيينه مؤخرا قائدا لألوية الحماية الرئاسية وعن تكليفه بقيادة محور التحيتا.
وتفيد معلومات "ديفانس لاين" بمقتل عناصر حوثية مقربة من الكشري بينهم شقيقه وعناصر من حراسته ومرافقيه في غارات أمريكية وقعت في الفازة خلال أيام عيد الفطر. فيما لا يعرف مصير نجيب وما إذا كانت قد طالته الهجمات.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب نشر صورا التقطتها عدسات طيران حربي توثق استهداف مقاتلة أمريكية تجمعا حوثيا في منطقة بالتحيتا، أوقعت الهجمة خسائر كبيرة وسقط العشرات قتلى وجرحى. كانت واحدة من الضربات الموجعة للجماعة.
المحور الشمالي:
ويقع ضمن نطاق عملياته المديريات الشمالية بالحديدة.
يتولى مسئوليته القيادي فاضل أحمد جارالله الضياني المكنى (أبو الزهراء)، برتبة لواء. وهو مسئول التعبئة الطائفية وتحشيد المقاتلين. وأحد القيادات النشطة فكريا واجتماعيا ، ويرجح أنه المسؤول عن المديريات الشرقية.
محافظة حجة:
تم تأطير المديريات الساحلية الغربية لمحافظة حجة والتي تمتد في مديريات عبس وميدي وحيران، وحرض على الحدود مع السعودية، تحت إطار محور حرض.
يتولى مسئوليته القيادي عقيل أحمد محمد قاسم الشامي، برتبة لواء، وهو قائد تشكيل "ألوية النصر" وهي إحدى الفصائل الجهادية الحوثية وتشكيلات ما يسمى بالنخبة.
تضم عدة ألوية وكتائب قتالية تعتبر احتياطي قيادة الجماعة، وتتبع عمليات ما يسمى بالمجلس الجهادي. ويتم انتقاء مقاتليها من المحاضن والمراكز الفكرية والعوائل الموالية للفكرة الحوثية.
تنخرط القوات في مواجهات مع القوات الحكومية المتمركزة في ميدي ومناطق حرض، وتنتشر وحداتها القتالية وتشكيلها البحري في المواقع الاستراتيجية الساحلية على البحر الأحمر.
عقيل الشامي المنحدر من حجة هو أحد القيادات العقائدية النافذة في هياكل الجماعة، تلقى تدريبات عسكرية وأيدلوجية في إيران ولبنان.
يحظى بدعم قيادة الجماعة، وتربطه علاقة وثيقة مع يوسف المداني.
وهو منخرط في العمليات البحرية التي تنفذها الجماعة ضد السفن. ومنخرط في شبكات التهريب التي تنشط في البحر الأحمر وعلى الحدود مع السعودية.
كان أحد أعضاء ما عرف بـ"خلية صنعاء الإرهابية" الحوثية التي جرى محاكمتهم خلال عامي 2006 و2007 بتهمة تشكيل عصابة مسلحة واستهداف الشخصيات والآليات العسكرية وسلسلة من التفجيرات. وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، إلى جانب آخرين. وقد أفرجت عنه الجماعة بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م.
عيّنته الجماعة في هياكل وزارة الدفاع ومنحته رقما عسكريا ورتبة "المقدم" بقرار أصدره رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين في 26يونيو 2016، حصل "ديفانس لاين" على نسخة من وثيقة القرار الذي ضم 12 من قادة الجماعة. ولاحقا تم ترقيته إلى رتبة العميد ثم اللواء.
وهو أحد قادة الحوثية المطلوبة للقضاء اليمني ويجري محاكمتهم لدى القضاء العسكري في مأرب.
إدارة المحافظات:
يعتبر المحافظين هم المسئولين عن مهام الحشد والتعبئة وتسيير الأعمال الإدارية بمعاونة وكلاء معظمهم عناصر في الجيش والأمن والمخابرات، ومشرفين أمنيين. وكل محافظ هو رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية العليا في محافظته.
عيّنت الحوثية أحمد مهدي أحسن البشري، في منصب وكيل أول محافظة الحديدة، برتبة لواء، وهو من منطقة بني معاذ بمديرية سحار محافظة صعدة. يعتبر المشرف العام والمحافظ الفعلي للحديدة، وهو المسئول عن عمليات التعبئة والتحشيد العسكري، كما يشرف على مراكز التدريب والمعسكرات.
كما عيّنت القيادي علي عبدالله أحمد كباري وكيل المحافظة للشئون الأمنية.
محافظة حجة يديرها القيادي هلال عبده علي حسن الصوفي المعين محافظا منذ ديسمبر ٢٠١٧، برتبة لواء.
كما عيّنت الجماعة القيادي طه عبدالله محمد أحمد الحمزي وكيلا للمحافظة للدفاع والأمن، وهو المشرف الفعلي في حجة والمسئول عن عمليات التعبئة والتحشيدات والأنشطة الطائفية.
وتنتشر في المحافظة قوات عسكرية وأمنية تخضع عملياتيا لقيادة المنطقة الخامسة وبعضها تدار مركزيا.
محافظة ريمة يديرها القيادي فارس مجاهد أحمد حميد الحباري منذ يونيو ٢٠١٨، برتبة لواء. ينحدر من منطقة أرحب صنعاء وأحد القيادات الفاعلة المنخرطة مبكرا مع الجماعة.
تنتشر فيها وحدات برية وقوات أمنية وعدة معسكرات تدريبية، وفي المناطق الغربية تنتشر وحدات صواريخ ودفاع جوي والطيران المسير.
محافظة المحويت يديرها الشيخ حنين محمد عبدالله قطينة، برتبة لواء. وتتمركز فيها قوات برية وأمنية، ووحدات جوية ودفاع جوي وصواريخ وطيران مسير.
تخضع القوات المنتشرة في نطاق المحافظات الجبلية الغربية عملياتيا لغرفة عمليات مركزية يشرف عليها يوسف المداني.
وتعتبر تلك المناطق نسق ثاني عسكريا فيما يخص العمليات البحرية، وهي خطوط إمداد ومراكز دعم لوجستي، ومناطق لتجميع وتدريب مقاتلين، ونشرت فيها الحوثية أصول اتصالات ومنصات إطلاق أنظمة رادار وتوجيه، وشبكة مخابئ للأسلحة والذخائر.
القوات الأمنية والاستخباراتية:
في الجانب الأمني، تنتشر قوات أمنية من قوات الأمن المركزي وقوات النجدة ووحدات أمنية في فروع ومراكز أمنية.
يتم إدارة العمل الأمني عبر فرع للقيادة والسيطرة في الحديدة دشّنته الجماعة الحوثية في ديسمبر 2022، كفرع مركزي للقيادة والسيطرة الرئيسي للأجهزة والأذع والأفرع الأمنية التابعة للجماعة، لتنسيق العمليات والعمل في المنطقة الغربية.
فرع السيطرة يعمل تحت إطار غرفة العمليات المشتركة الرئيسية في الحديدة التي تضم أبرز القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية للجماعة، يشرف عليها يوسف المداني.
يدير اللواء عزيز عبدالله يحيى الجرادي (أبو طارق) القوات الأمنية في الحديدة، وهو من صعدة وله نفوذ داخل الجهاز الأمني والاستخباري للجماعة.
عيّنته الجماعة سابقا منصب نائب وزير الداخلية ومسؤول أمن صعدة.
وقد تم تقسيم الحديدة إلى مربعات أمنية، تديرها قيادات حوثية، معظمها من الأسر الهاشمية، غالبيتهم من صعدة وحجة وعمران.
وفي الجهاز الاستخباري، يتولى زيد علي قاسم المؤيد، مسؤولية فرع جهاز الأمن والمخابرات، برتبة عميد، فيما يشرف فؤاد الوشلي على "الأمن الوقائي الجهادي"، ويقود زيد السحاري المخابرات في المديريات الشرقية.