كتب-عبدالرقيب السنيدي
لعل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها شعبنا في الجنوب في غاية التعقيد، فهذه الازمة المحدقة بحق ابناء الشعب انتجتها قوى تأمرية بهدف تركيع الشعب عبر اجندات داخلية وخارجية لتنفيذ اغراض سياسية ، وهذا الامر لن يرتضيه شعبنا في الجنوب ابدا، مهما تضاعفت تلك المعاناة لايصال الشعب الى حافة الجوع والفقر.
لكننا في هذا المقال سنطرق إلى حالنا في أبين، ومانعيشة في هذه المحافظة المنكوبة جراء الأزمات والنكبات المتكررة، والتي عمدت قيادات من ابنائها على بيع الوهم للناس، التي زادت الازمة تعقيدا، وعدم تقديم أي إنجازات تذكر في اي مجال من المجالات سوى اللهث وراء الجبايات والافلاس المبكر، فلا سلطة عملت من اجل المواطن، ولا أمن شعر به الناس.ولا شعب انتفض ورفض هذه الممارسات سوى العوي والصراخ، ولا حياة لمن تنادي.
ان حديثنا لايقتصر على فئة محددة بعينها، ولكننا ومن وازع ديننا وأخلاقنا ، وواجبنا المهني والاعلامي، وجب علينا ان نضع كل الأمور في مناصها الصحيح، فيما ٱلت اليه الاوضاع وسط صمت محدق من قبل هيئات ومنظمات وعامة الشعب لما يجري من نهب وسلب في وضح النهار لكل ثروات ومقدرات هذه المحافظة، فكل الخيرين في هذه المنطقة لن يقفوا مكتوفي الايدي امام تردي الاوضاع وغياب الخدمات وانقطاع خدمة التيار الكهربائي، فهذه الاوضاع التي ضاعفت من معاناة ابنائها، بحاجة الى وقفة جادة وتغيير كل هوامير الفساد والنهب، مهما كلفنا الامر من ثمن،
حقيقة ..على قول المثل الشعبي حاميها حراميها، نحن امام امتحان حقيقي، نكون أو لا نكون امام مايعانية شعبنا وابين خاصة من غياب السلطات المحلية، في أداء واجبها بكل مسؤولية، فنلاحظ مستشفيات غائبة لاتقوم بدروها سوى اسم وهيكل فقط، وطرقات عفى عنها الزمن، تكاد الحفريات فيها مصيدة لمئات الضحايا، وخدمات مفقودة، فحدث ولا حرج على غياب الدور السلطوي والرقابي، وجشاعة تجار افترست المواطن وسط غياب سلطات رقابية تقوم بواجبها في مراقبة الاسعار، وفي الجانب الصحي حدث ولا حرج، لايختلف عن اخواته في خدمة مياة وكهرباء ابين من بيع وهم الكهرباء المفقودة، وخصصت التيار الكهربائي لمالكي الآبار الارتوازية ومالكي المطاعم ومحطات المياة المعدنية والثلوج، بينما الآف من المسنين والاطفال والمرضى يتضرعون ويلات القهر، في انتظار شربة ماء باردة، او لفتة كريمة من سلطات محلية، لكنها لربما انتقلت للعيش في كوكب اخر عن عالمنا.
ان حديثا اليوم عن مايعانية أهلنا في الجنوب وابين على وجة الخصوص سيضعنا امام مرحلة مواجهة حقيقة، وأمام ملفات فساد ونهب خيرات في مختلف الجوانب، وسنعري فيها كل السلطات التي تواطئت عن مسؤوليتها الأخلاقية والدينية في التفريط بالحق العام، وستحمل الايام القادمة ملفات فساد في الجانب الصحي والايرادي، وجانب الطرقات والضرائب والجبايات والصحة والتربية ..الخ