مذكرات تاريخية توثيقية يكتبها عبدالقادر حسين صالح الناخبي
الجزء الثالث
ثانوية زنجبار 1975م
بين كثافة الانشطة واجتماعات للجان المنظمة واستكمال البروفات ( اللمسات الاخيرة ) والتهيئة والتحضير للمهرجان الكبير والعام ثم المساء والسهرة ، كنت قلق ومشغول من كثرة مشاركاتي .
في الثالثة عصراً احتشد الطلاب والطالبات كلا بمجموعته بالساحة الواقعة بين المدرسة والقسم الداخلي ، وعبود الهندي الله يرحمه مجهد من التحضير هنا وهناك كأم العروسة ليلة الزفاف ، والمدرسين اخذوا مواقعهم على المنصة وجوارها ما عدا زين العابدين سيد احمد فضل سوداني طويل القامة مدرس اللغة العربية يتجول بكيمرته ، وقد التقط لي صورة نادرة وانا في الهواء اقفز الحواجز ايام البروفة رائعة جدا .
كانت الجماهير تتوافد إلى ساحة المهرجان ، والمكرفون يرج الساحة بالصوت الجهوري لفيصل علوي بأغنية نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد فيه استعدنا الكرامة واصبح الكل سيد ، واغنية يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع زمان الذل راح .
والفرقة النحاسية بقيادة المايسترو حسين عبدالقوي تتوسط الملعب أمام المنصة ، وعبدالله المنصوري موتنا ضحك كعادته ونحن بالطابور ، واسماعيل الرسام الخنفوس بسرواله المقطع اعد لوحاته للمشاركة ، والقيسي بعكازه يتمخطر .
وصل الزعيم سالم ربيع علي وعزف السلام الوطني وانتظم الجميع ، وقرعت الطبول وعزفت الفرقة سيمفونية العرض ، تسيد عندليب ابين فنان الصوت الرنان وابنها البار ، احمد فضل العبسي مقدماَ الحفل وواصفاَ للاستعراض ، وقد أشعل حماس الجماهير .
بدأ الاستعراض ومرت الفرق الواحدة تلو الاخرى من أمام المنصة متجهة الى أماكنها وسط الملعب وكانت تسير فرقة الاستعراض الرياضي بثبات والمايسترو سعيد احمد قائدها قد بذل جهد كبير بوقت قصير حتى قدم استعراض ناجح ونادر ، شعرت ونحن أمام جمهور النساء بزغاريدهن بنشوة انتابتني وفخر كاني ريشة اطير من الفرح ، مااحسست بهذا الشعور إلا لحظة الحناء ليلة زفافي ، تموضعت الفرق بالملعب ثم بدأ المهرجان الخطابي ، القى الزميل احمد غرامه البعسي رئيس اتحاد الطلبة بالثانوية كلمة الاتحاد والقُيت كلمة عن المدرسة للعميد اسماعيل وقصيدة شعرية القاها شاعر فلاح شيبه بالخمسين ، لم اذكر منها ألا كلمة من الشاة نحلب لبن ويقصد شاه ايران بسبب تدخله بعمان وسنجور العماني القى كلمة الجبهة الشعبية لتحرير عمان ، كنا معهم بخندق واحد كما قال الرفيق عبدالفتاح الأمين العام وغيرها من الكلمات .
اشتعل الملعب حماس وعبدالقوي بفرقته النحاسية من جهة والعبسي بصوته من جهة اخرى ، تحركت مواكب الفرق إيذانا ببدء الاستعراض .
واول من تحركت فرقة الصاعقة بالملعب واكملنا الاستعراض وقمنا بحركات القفز من على السيارة والانبطاح تحتها وهى تسير بسرعة عالية يومها أدى المصلي دوره بنجاح ولكنه لم يسلم باخرى في لبعوس راح فيها ضحية مع إصابة رفاقه .
وقد ابرعنا بالحركات ، على عسكر والعطيل وبكر وعبدالمجيد علوي وغيرهم ، وأخيراً جاء دور الكلب ، تبعناه حيا بالملعب وقطعناه بالشلاقات وكان نصيبي منه الرجل والرأس مع صادق قائد الفرقة واكلناه نيا ، وقد سبق مرة عملنا نفس الحركة بملعب الحبيشي بعدن ، اخذ صادق الراس وتوجه به الى جمهور النساء واخذ يعض الحنجرة وفم الكلب مفتوح فارتفع نياح النساء من المدرجات من الخوف والمنظر المرعب .
حينها نظرت الى الرفيق محمد هدار وبدلته متسخه بالدم وقلت لنفسي ياليتني كنت معه لما صرف له جاعم بدلة من تعاونية الأقمشة ، سلموها اياه وفوقها إمراة
كان اداء الاستعراض رائع وانظباط وقدمنا صورة رائعة كمرفق تعليمي يؤدي واجبه بالاستعداد للدفاع عن الوطن الجنوبي ، ووجود المرأة الى جانب الرجل بتشكيل واحد بالميليشياء كان هو اساس النجاح وجمال الاستعراض ولم يكن اي تقصير من أي مننا خلال الاستعراض .
قدم العسكر ما عندهم وانصرفوا ، جاء دور الفرقة الكرنفالية بقيادة الأستاذسعيد نعمان ثم بدأ يرسم اللوحات الواحدة تلو الاخرى مبرزا الاناث بعرض نزيه ذات معنى ، واعتليت كتف قاسم قحطان ومحمد سالم حليمان واعتلى عبيد عبدالله عبيد كتفي وكتف على عباد ورفع العلم الوطني عاليا نظرت الى المنصة وهي بوجهي ورأيت اسنان فخامة الرئيس ربيع مبتسماَ ويصفق ، اعتبرتها شهادة النجاح للمهرجان ، قدمنا عرض ولا أحلى ولا أجمل منه بمجهود دكتور الاستعراضات بابين سعيد نعمان ، لملمنا انفسنا ونحن نتبادل الابتسامات مع البنات مسرورين دليل نجاحنا ، وعلى انغام المسيقى ثم انصرفنا .
بدأت العاب الساحة والميدان وانا مشترك سباق اربعمائة متر حواجز ، وسبب انضمامي الى السباق كنت اجري بالبروفات بجوار المتسابقين وكنت بالصداره ، فطلب المدرب مني الإنضمام إلى الفريق ، انطلقنا بالسباق وكنت متصدر المنعطف الاول قفزنا من أعلى الحواحز ومرينا من تحت الشبكة وولجنا بالتايرات المعلقة وانا بالمقدمة لكن تعثرت بالحاجز الرابع وهو عبارة عن صحن مليئ بحليب البودرة وفيه نصف شلن تلعقه بلسانك دون استخدام اليدين ، وعندما وضعت فمي بالحليب استنشقت منه واتحجر الحليب بانفي بسرعة ولم استطيع التنفس اختنقت وعطست وانصرف الآخرين بالمقدمة واتخلفت عنهم .
وقد كان القعود متفوقا برمي الرمح ، ثم توالت الالعاب الاخرى وسط زخم فرائحي كبير ابلت فيه الفرقة النحاسية بلاءَ حسنا ، والطاقم الاعلامي المميز العبسي ، نهض الزعيم وعزف السلام الوطني واختلط المشاهد والعارض بجو فرائحي بهيج .
رجعت الى القسم الداخلي اغير ملابسي استعداد لسهرة المساء وسأعتلي خشبت المسرح الى جانب طلاب دار المعلمين بمسرحية قصيرة .
اتجهنا الى المطبخ لتناول العشاء وكان معنا ضيوف من جعار جاؤوا لمشاركتنا الحفل فشاركونا العشاء أيضاً كنا نأكل بصحن واحد مع محمد مربوش ( غسان ) وسالم عمر وادي والاحمدي ولم يكفينا العشاء لكن نسينا البطون واشبعنا النفوس
البقيه تتبع ..





