آخر تحديث :الثلاثاء-29 يوليو 2025-02:03م
ثقافة وفن


رقصة (الدحيف) في شُقره التاريخ والأصالة

رقصة (الدحيف) في شُقره التاريخ والأصالة
الإثنين - 28 أكتوبر 2024 - 02:38 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/ ثقافة وفن

كتب/غلام علي

الفردوس ..شقره التاريخ والاصالة..موطن الحب والجمال وتفريخ المبدعين ورجالات السياسة والثقافة والفنون، حاضرة السلطنة الفضلية وعاصمتها الأولى، تطل على البحر العربي في الجزء الجنوبي الغربي للجزيرة العربية، وتبعد عن عدن العاصمة بحوالي 140 كم شرقا.

تتكسر الأمواج تحت قدميها، وهي تحتضن البحر في عشق سرمدي، مدا وجزرا، وتغتسل صباحا ومساء ..حتى إذا ما دنا الليل.. تتوسد كثبانها الرملية و شواطئها الخلابة الساحرة، زهوا وكبرياء ..وسحرا بعبق التاريخ، يفوح شذاه من اعالي سفوح مناراتها الاسترشادية للسفن العملاقة العابرة للقارات، على قمم الجبل الأسود والمراقشة شرقا، وامتدادا حتى حيود القدم وجبال الرمله غربا ..وكأنها حماية ربانية تحمي ظهرها من الشمال، وتعصمها من صراع الأخوة الاعداء بحسب الروائي الروسي الكبير ( ديوستيوفسكي ) حيث تعتبر من أهم الموانيء والرئة التي تتنفس بها عدن العاصمة أمنا وسلاما.

تشتهر شقره بكثير من الرقصات الفلكلورية، ومن أهمها على الإطلاق رقصة (الدحيف) وهو الاسم المرادف لها .. وكذلك السمرة الساحلية ( سالم خير ) والمياحه والرزحه أي (الشرح الدرجه)، بالاضافة الى الشرح البدوي، وهو يشبه إلى حد ما الشرح الشبواني.

وتبدأ رقصة (الدحيف) عادة، ما بعد منتصف الليل، ولها طقوس ومزايا آية في الجمال والروعة ..وتتخللها المساجلات الشعرية بين فحول وجهابذة الشعر، ويتم فيها استعراض العضلات وملكات الشعر،

و تتفوق عند بلوغ الذروة والسخونة، أكثر مما كان يتبارز به جرير والفرزدق، وشعراء المعلقات والجلسات العباسية، على ضفاف الرافدين ..مصحوبة بالزغاريد الجميلة، وترديد الدان، وشذى الأنفاس تنضح عطرا وبخورا وعنبرا وعودا، من كل حدب وصوب.. حتى إذا ما حان وقت (الكسره) أي بدء الرقصة، يصطف صفان من النسوة والرجال، في خطين متوازيين ..يتوسطهما عازفا الطبل ..أحدهما يسمى (الكابر) وهو صاحب الطبل الكبير، والآخر يسمى (الهاجر) أي الرداد، ولكل منهما لغة خاصة به ( تك ) و ( دم) لا يجيدها أو يفهمها إلا العازف الماهر والمتمكن.

وحتى لا ننسى في هذه العجالة ..عند أداء رقصة (الدحيف) تتخللها صولوهات، أي رقص فردي، وغالبا ما تعبر عن حياة الصياد وجهاده وصراعه في البحر لتوفير لقمة العيش.

وهي حركات وايماءات تعبيرية، منها رمي الشباك والتجديف وتوجيه الشراع، لتحديد مسار السير، حتى إذا ما جاءت الرياح بما تشتهيه او بما لا تشتهيه هذه السفن، تكون قد ارتسمت خارطة الطريق وتم الابحار صوب المرافئ الدافئة.

ومن اشهر شعراء (الدحيف)، الشاعر ابوبكر باسحيم، عميد شعراء (الدحيف)، ومن شعره:

با بلادي وباكل من حجار الجبل

وبشرب من البحر ما بفارقش يا بلادي

ولو عطوني السعوديه واربع دول

ما هي بعيني كما شقره وقاسم عبادي


ومن شعره ايضا في تقلبات الدهر:

ومن بصرني من الحبان جنب وحد

مالي ارى الوقت عياب والحبان

صبحوا شواني

الا يا سقا يوم كان الوجه كاذي وند

معدوم في السوق كله يدور لي وكله يباني.


الصورة الأولى : للشاعر الكبير المرحوم باذن الله تعالى أبوبكر باسحيم

الصورة الثانية:من شقره الساحلية