بقلم /جمال لقم
كأبينيين نتذكر جميعنا الحرب التي دارت رحاها على صحارى وجبال أبين بين الإخوة والأشقاء قبل أعوام قريبة مضت وعلى الرغم من أنها حينها حملت مسميات وأهدافا متعددة إلا أن جميع أطرافها كانت تنظر إليها من زاوية مصالحها الخاصة وترسم لها لوحات بألوان مختلفة وفقا لأهدافها وطموحاتها وكان كل طرف يغني على ليلاه.
وخلال ذلك الصراع الدموي الذي اتخذ من صحارى الكلاسي وجبال أبين مسرحا له كانت أبين هي الضحية الأكبر والأوفر حظا في الخسارة حيث توزع أبناؤها سياسيا وعسكريا بين طرفي الصراع والمعارك وكانت أرواحهم تنزف وتزهق في الجهتين. ومع استمرار دوران تلك الحرب توقفت الخدمات والتنمية وتضاعفت معاناة المواطنين نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية.
ومع استمرار دوران رحى الحرب وزيادة الخسائر اليومية في مختلف الجوانب سعى محافظ أبين أبو بكر حسين سالم ومعه عدد من القيادات إلى العمل الجاد لإيقاف ماكينة الحرب ووقف نزيف الدم وإحلال السلام وهو ما تحقق في نهاية المطاف واستمر أثره حتى اليوم.
واليوم مرة أخرى وفي ظل ذروة الاستقطابات السياسية والعسكرية ودوران ماكينة الشحن السياسي في خضم التطورات الجيوسياسية الأخيرة وبحكم أن أبين تقع على فوهة بركان سياسي خامد ومؤجل وقبل أن يسعى البعض لإثارة العواصف والبراكين السياسية والعسكرية الكامنة وقبل أن تستغل بعض الأطراف أو حتى الأفراد الأحداث لإعادة إشعال ما تم إخماده سابقا فقد أجمع المحافظ حسين وفريقه المحلي ليكونوا كتلة واحدة وفريقا واحدا وهدفا واحدا وأعلنوا أن أبين مع الإجماع الجنوبي سلوكا وهدفا.
وبذلك تم إخماد ومنع صراع سياسي أبيني كان من الممكن استغلاله لتكون أبين ساحته وتكون دماء الإخوة وقوده. إنها خطوة أخرى كبيرة وذكية تحسب للمحافظ الذي جنّب المحافظة إثارة وثوران البراكين السياسية الخامدة وحماها من تبعاتها وويلاتها.