بقلم: أصيل هاشم
سقطرى تُخنق عمدًا، وتُعاقَب بوقاحة، ويُفرض عليها حصار جوي بلا سبب ولا مبرر ولا خجل. إن إغلاق مطار سقطرى الدولي ليس قرارًا سياديًا ولا إجراءً أمنيًا، بل فعل عدائي سافر يستهدف المدنيين قبل أي طرف آخر، ويضرب حياة الناس في الصميم. يُترك المرضى للموت، ويُقطع مستقبل الطلاب، ويُحتجز كبار السن في عزلة قسرية، فقط لأن هناك من قرر تحويل جزيرة آمنة إلى ساحة عقاب جماعي.
لا توجد حرب في سقطرى، ولا تهديد أمني، ولا أي ذريعة يمكن الاحتماء بها. ما يحدث هو حصار مكتمل الأركان، وقرار ارتجالي أحمق يضرب السياحة، ويشلّ الاقتصاد، ويقتل أبسط مقومات الحياة اليومية. بأي حق تُغلق سماء جزيرة مسالمة؟ وبأي منطق يُحاصر شعب كامل لأنه اختار الاستقرار؟
هذا الحصار يكشف عقلية انتقامية لا ترى في الإنسان سوى ورقة ضغط، ولا تعبأ بالقانون ولا بالمسؤولية الأخلاقية. إن تحويل الاستقرار إلى حصار رسالة خطيرة، وإنذار بعواقب إنسانية وخيمة لن تُغتفر. سقطرى ليست ثكنة ولا ساحة حرب، بل شريان حياة، وإغلاق مطارها خنق متعمد وجريمة لا تسقط بالتقادم.
نرفض هذا العبث السافر، ونحمّل الجهات المتسببة كامل المسؤولية عن كل ضرر، وكل مريض، وكل طالب، وكل أسرة تضررت من هذا القرار الجائر. ونطالب بفتح مطار سقطرى فورًا ودون قيد أو شرط. ما يحدث اعتداء صارخ على حقوق أبناء سقطرى والجنوب، ولن يمر بصمت.