آخر تحديث :السبت-06 ديسمبر 2025-01:59ص
أخبار وتقارير


على ريح المرق فتو ومن اعتمد على خَصار جاره أكلها يبيس

على ريح المرق فتو ومن اعتمد على خَصار جاره أكلها يبيس
الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:06 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

العناية بالتربة مفتاح الإنتاج وتعزيز الأمن الغذائي في دلتا أبين


في ظل الاهتمام المتزايد بتعزيز الأمن الغذائي وتحسين الإنتاج الزراعي، يبدو جليًا أن التربة هي حجر الأساس الذي يقوم عليه أي نجاح زراعي. فالتربة الخصبة ضرورة لا يمكن تجاوزها إذا أردنا أن نصل إلى إنتاج مستدام، يقلّل من الاعتماد على الخارج، ويعزز من قدرة المجتمع على تحقيق اكتفائه الغذائي.


الجولات الميدانية الأخيرة في عدد من مناطق دلتا أبين كشفت مشاهد مؤلمة لتربٍ ضعيفة، منهكة، وأراضي تشتكي بصمت من الجوع والإهمال. والسبب واضح غياب الأسمدة العضوية، وحرق المخلفات الزراعية والحيوانية التي تُعتبر كنزًا لو تم تحويلها إلى سماد يغذي الأرض ويعيد لها حياتها.


مشاهد من الواقع أرض جائعة ونباتات هزيله وذابله


مررتُ خلال الأيام الماضية بأرضٍ زراعية بدت للناظر وكأنها تصرخ

أطعموني… فقد جعت!

نباتات صفراء وهزيله جذور ضعيفة وأغصان قليلة التزهير… كل ذلك بسبب غياب أهم مقومات الإنتاج وهو السماد العضوي الذي يعتبر غذاء رئيسي للنباتات وكذالك التربه الام

والعجيب أن كثيرًا من المزارعين يطمحون لمحصول وفير، لكن عندما تسأله....يا فلان بن فلان ماذا قدمتَ لأرضك علشان تعطيك إنتاج؟

يهز كتفيه ولا يجيب

وكأن السؤال لا يعنيه.

كيف نطلب من الأرض أن تُنجب محصولا جيدا وهي جائعة؟

وكيف نلومها على ضعف الإنتاج ونحن لم نقدّم لها أبسط حقوقها؟


الأرض مثل الأم… إذا جاعت لا تُرضع، وإذا أُهملت لا تُنتج.


حكاية مزارع … وكيف تحوّلت أرضه من صفر إلى ذهب !


في إحدى القرى، كان مزارع يشكو كل موسم أرضي ناشفة وبخيله … وما عاد تنتج شيئا !

شاهده جاره، وسأله

يا ولدي… تضيف سماد عضوي لأرضك؟

فأجاب بثقة غير محسوبة...

لا ابدا ياخي رائحة المخلفات ما تعجبني ونر ميها بعيد! عن المزرعه

ابتسم الجار وقال له ..

تبغى الأرض تتنج لك عشرة طن وأنت ما شبّعتها حتى كيس سماد ؟ ياخي حتى الدجاجة ما تبيض إذا ما أعطيتها غذاء … فكيف بالأرض؟

في الموسم التالي جرّب المزارع إضافة السماد العضوي بعد تخميره… وكانت المفاجأة:

أرضه التي كان يشكو منها أصبحت أكثر الأراضي إنتاجًا في القرية!

وقال يومها...

لو كنت أعرف إن الأرض تحب الأكل أكثر مني… كنت غذّيتها من زمان!

**كيف نعالج التربة الفقيرة لتصبح تربة خصبة؟

حلول عملية وسهلة لكل المزارعين


1. إضافة السماد العضوي المتخمّر (الكمبوست)على الأقل بالسنه مره على شان يقوّي التربة ويحسّن خصوبتها

يزيد احتفاظ التربة بالرطوبة.

يحسّن إنبات البذور.




الكمية المقترحة ...

من 3 إلى 4 طن للفدان

2. استخدام مخلفات الحيوانات بعد التحلل

روث الأبقار مخلفات الأغنام مخلفات الدواجن

لكن بشرط تخميرها لمدة 20–30 يومًا على الأقل لتجنب حرق النباتات.

وتقليل من نمو الحشائيش الضاره

3. دفن بقايا المحاصيل بدلًا من حرقها

حرث بقايا الذرة والسمسم واللوبيا والدخن داخل التربة يرفع خصوبتها ويزيد مادتها العضوية.

4. زراعة محاصيل محسنة للتربة

مثل..البرسيم – البقوليات – اللوبيا – الفول السوداني

هذه المحاصيل تُثبّت النيتروجين وتخصب التربة.

5. تجنّب الحرث العميق (الزراعة الحافظة)

للحفاظ على الكائنات النافعة ومنع جفاف الطبقة السطحية.

6. ريّ منتظم ومتوازن

لا إفراط ولا تفريط…

الري الزائد يغسل العناصر، والري القليل يُضعف النمو.

7. تحليل التربة كل 3-4سنوات على اقل تقدير

لتحديد الملوحه PH

العناصر الناقصة

ومن ثم وضع البرنامج المناسب للتسميد.


رسالتي الأولى


أخي المزارع…تذكر دائما أن ..

أرضك هي أمّك الثانية.

أطعمها… تعطيك.

اعتنِي بها… تسعدك.

ولا تبخل عليها بالغذاء الذي سيعود إليك أضعافًا مضاعفه


رسالتي الثانية

لا تحرق الذهب الأسود(مخلفات الحيوانات ) الذي بين يديك والذي بجوار منزلك

حوّل المخلفات إلى سماد، وضعه في أرضك، وسترى الفرق بعينك قبل محفظتك.


عبدالقادر السميطي

دلتا أبين