لقد طُويت صفحة تمرد عمرو بن حبريش داخل الشركات بإرادة دولة لا تتهاون مع العبث، وبحكمة قيادة تدرك أن هيبة المؤسسات لا تُترك للمزايدات ولا تُخضع للمساومات. لم يكن إنهاء هذا التمرد مجرد إجراء أمني، بل رسالة واضحة بأن حضرموت محصّنة أمام محاولات فرض أمر واقع، وأن زمن ابتزاز مؤسسات الدولة قد انتهى إلى غير رجعة.
ونقف اليوم بإجلال أمام قوات النخبة الحضرمية، التي أثبتت أنها ليست قوة حماية فحسب، بل ركيزة استقرار وصمّام أمان لحضرموت. أدت واجبها بمهنية عالية، وبانضباط يحظى بالاحترام، فحمت الممتلكات العامة، ومنعت الانزلاق نحو الفوضى، وأكدت أن الدولة موجودة وقادرة وحاضرة في كل شبر من أرض حضرموت.
ونتوجه بأصدق عبارات الشكر والتقدير لكل القيادات والضباط والأفراد الذين سهروا على أمن حضرموت في هذه اللحظات الدقيقة، ووقفوا موقف رجال دولة حقيقيين. لقد برهنوا أن الولاء للوطن لا يُباع، وأن الانتماء لحضرموت مسؤولية قبل أن يكون شرفًا.
لقد أرادت بعض الأطراف اختبار صبر الدولة ومتانة مؤسساتها، فجاء الرد هادئًا في ظاهره، صارمًا في جوهره، قانونيًا في أدواته. فحضرموت كانت وستظل أكبر من أن تُدار عبر التمردات، أو تُخضع لإملاءات الخارجين عن النظام.
فالدولة لا تُبتز، وحضرموت لا تُهدَّد. وكل محاولة عبث أو تمرد ستتلاشى أمام قوة القانون وصلابة النخبة الحضرمية ووعي أبناء حضرموت. هذه الأرض لا يحكمها إلا النظام.. ولا يحميها إلا رجالها.
اللواء الركن فرج سالمين البحسني
عضو مجلس القيادة الرئاسي