عاد الهدوء الحذر إلى بلدة "بيت جن" في ريف دمشق الجنوبي، السبت، بعد هجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل 13 سورياً وإصابة 24 آخرين، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية في سماء المنطقة. الهجوم دفع العائلات إلى النزوح، خشية تجدد الاعتداءات، فيما عزز الجيش الإسرائيلي وجوده قرب خط الجولان، في حين نددت دمشق بالعدوان واعتبرته جريمة حرب.
ووفق مصادر محلية، دخلت قوات إسرائيلية البلدة فجر الجمعة مستخدمة سيارات عسكرية غير مدرعة، مستهدفة اعتقال مطلوبين، قبل أن تواجه إطلاق نار من مسلحين محليين. انسحب الجنود الإسرائيليون بعد إصابة بعضهم، تاركين وراءهم سيارة عسكرية، ليتم استهدافها لاحقاً بالقصف الجوي، ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى بين المدنيين. واعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة من أبناء البلدة، وسط مواجهات حاول خلالها السكان حماية أهلهم.
يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة توغلات إسرائيلية متكررة في جنوب سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، حيث توسع الجيش الإسرائيلي في السيطرة على مواقع قرب هضبة الجولان والمناطق العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة. سوريا من جانبها حمّلت تل أبيب "المسؤولية الكاملة"، معتبرة أن هذه الاعتداءات "تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
