أسندت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مهمة جريئة لشركة ناشئة متخصصة في رحلات الفضاء، ومقرها أريزونا، لإنقاذ تلسكوب فضائي تابع للوكالة يتجه نحو السقوط ببطء، مع احتمال بنسبة 90% لعودة غير متحكم بها إلى الغلاف الجوي بنهاية عام 2027.
وتم منح شركة "كاتاليست سبيس تكنولوجيز" في فلاغستاف مبلغ 30 مليون دولار لرفع مدار مرصد "سويفت" (Neil Gehrels Swift Observatory) المخصص لرصد انفجارات أشعة غاما. وتقوم الشركة بتطوير مركبة فضائية تدعى "لينك" مصممة للالتحام ذاتيًا مع المرصد ونقله إلى مدار أكثر استقرارًا.
وأعلنت الشركة أنها ستطلق المهمة باستخدام صاروخ "بيغاسوس" الذي يسقط من طائرة على ارتفاع 40 ألف قدم قبل تشغيل محركه والصعود إلى المدار، مع خطة لإطلاق مركبة الإنقاذ في غضون ثمانية أشهر، على أن يكون الموعد النهائي للإطلاق في يونيو 2026.
يُذكر أن مرصد "سويفت" أُطلق عام 2004، وبدأ يفقد ارتفاعه تدريجيًا في مدار الأرض المنخفض، بينما أدى النشاط الشمسي المتزايد إلى تسريع هذه العملية. وبحلول منتصف 2026، سيصبح احتمال عودة المرصد بشكل خارج عن السيطرة نحو 50%، وترتفع النسبة إلى 90% بحلول نهاية 2027.
ورغم أن المرصد سينصهر بالكامل في الغلاف الجوي دون تهديد البشر أو الممتلكات، تهدف "ناسا" و"كاتاليست" إلى إطالة عمره العلمي. وستستخدم مركبة "لينك" سلسلة من المناورات الدقيقة للالتحام بالمرصد باستخدام آلية روبوتية خاصة لضبط مداره، نظرًا لعدم وجود منافذ الالتقاط في "سويفت".
ويتميز مدار المرصد بميل 20.6 درجة لتجنب "شذوذ جنوب الأطلسي"، ما يجعله يتطلب كمية هائلة من الوقود للوصول إليه من المنصات الأرضية التقليدية، وهو ما يعالجه تصميم الإطلاق الجوي لصاروخ "بيغاسوس"، الذي يوفر قدرة على الوصول إلى المدار بكفاءة عالية ضمن الجدول الزمني والميزانية المحددة.