آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-10:35م
أخبار وتقارير


إذا هبّت الرياح قام العلماء... وما يفزع إلا ولد الفزع

إذا هبّت الرياح قام العلماء... وما يفزع إلا ولد الفزع
الأحد - 16 نوفمبر 2025 - 08:18 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

حراك علمي يعيد الروح للزراعة في أبين


في ظل الأزمات المتراكمة التي عصفت بمحافظة أبين خلال السنوات الماضية، برز بصيص أمل جديد حمله نخبة من خبراء الزراعة والباحثين المتقاعدين، الذين هبّوا لاستعادة الدور العلمي والبحثي في دعم القطاع الزراعي، بعد أن وصلت الزراعة في المحافظة إلى حافة الخطر نتيجة الإهمال وتداعيات الحرب والظروف المناخية المتطرفة.


_انتفاضة علمية... جاءت في وقتها_


خروج هؤلاء الخبراء لم يكن مرتبًا، بل جاء كَرَدّة فعل علمية مخلصة فور إدراكهم حجم التراجع الذي أصاب البنية الزراعية. وقد شكلت زياراتهم الميدانية لعدد من الحقول في مناطق مختلفة من دلتا أبين علامة فارقة، إذ حملت الزيارة مؤشرات مطمئنة بأن الخبرات المخضرمة ما تزال قادرة على العطاء، رغم الظروف الصحية الصعبة لبعضهم.


_برنامج عمل مشترك بين الخبراء والمزارعين والمرشدين_


خلال الزيارة، اتفق الباحثون مع المزارعين على إعداد برامج عمل مشتركة تعتمد على:

- التدريب الميداني المباشر.

- توعية المزارعين بطرق التعامل مع المشكلات الطارئة.

- تعزيز قدراتهم على مواجهة الآفات والأمراض خلال مواسم الزراعة.

- بناء شراكة مستدامة بين البحوث والمزارعين لضمان انتقال المعرفة.


هذا التحرك جاء بجهود شخصية من الباحثين أنفسهم، ودون دعم رسمي، مما يعكس روح المسؤولية التي يتحلون بها.


_استهداف الشباب... وصناعة جيل زراعي قادر على المواجهة_


أكد كبار الباحثين، ومن بينهم الدكتور مصطفى عبدالستار، والمهندس سامي جواد همشري، والدكتور محمد سالم الخاشعة، والدكتور سمير عبدالرحمن، والدكتور غسان قائد، والدكتور عبدالقادر بن عثمان، والدكتور عمر بن شعيب، والدكتور واثق العولقي، والمهندس محسن بازرعة، والمهندس فهمي فؤاد، وآخرون، أنهم سيتوجهون إلى تدريب الشباب من المزارعين والمرشدين الزراعيين والمتطوعين، لإعداد جيل جديد قادر على:

- رصد المشكلات الميدانية فور ظهورها.

- تطبيق المعالجات الزراعية السليمة.

- مسايرة التغيرات المناخية التي أصبحت تهدد الإنتاج الزراعي في اليمن.


_بحوث زراعية لتحسين المحاصيل المحلية_


أعلنت محطة البحوث الزراعية أنها ستتولى إعداد برنامج بحثي يستهدف:

- تنقية وتحسين أصناف الحبوب المحلية.

- تشجيع زراعة محصول الدخن، المرشح ليكون غذاءً أساسيًا في المستقبل نظرًا لقدرته على تحمل الحرارة والجفاف.

- دعم انتشار محاصيل استراتيجية مثل الحبوب بأنواعها، والسمسم، والفول السوداني.

- رفع توصيات رسمية للحد من استيراد المحاصيل التي يمكن إنتاجها محليًا بكفاءة.


_أمل جديد ينبض من قلب الحقول_


هذا الحراك العلمي يؤكد أن مستقبل الزراعة في أبين لم يمت، وأن المحافظة قادرة على النهوض مجددًا إذا تضافرت الجهود بين الباحثين والمزارعين والمرشدين وصناع القرار. فالزراعة ليست مجرد مهنة، بل هي هوية الأرض وروح الإنسان في هذه المحافظة التي طالما كانت سلة غذاء اليمن.


*نصيحة اليوم للمزارع:*

عزيزي المزارع... تذكر دائمًا أن العلم هو أقوى سلاح في مواجهة مشكلات الحقل. لا تنتظر حتى تتفاقم الآفات أو تضعف المحاصيل. اسأل، استشر، وتعلم من خبراء منطقتك، فالمعرفة هي أول بذرة في طريق نجاحك.


عبدالقادر السميطي

دلتا أبين