حذرت أنالينا بيربوك، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن ديون الدول النامية تجاوزت 31 مليار دولار العام الماضي، مما يحدّ من قدرتها على الاستثمار في التعليم والصحة والتنمية المستدامة.
وفي كلمة عبر الفيديو خلال افتتاح الدورة الـ16 لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أوضحت بيربوك أن هذه الدول تُجبر على إنفاق موارد ضخمة على خدمة الديون بدلًا من تحسين حياة شعوبها، محذرة من أن "الثقة في النظام الدولي تتآكل"، رغم أن حجم الاقتصاد العالمي يفوق 100 تريليون دولار سنويًا، في حين لم يشهد نصف سكان العالم تحسنًا في دخولهم منذ جيل.
من جهتها، شددت ريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة للأونكتاد، على ضرورة التمسك بنظام تجارة عالمي قائم على القواعد لتجنب حروب تجارية مدمرة، مشيرة إلى أن 72% من التجارة العالمية لا تزال تخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وأشارت غرينسبان إلى أن نظام الاستثمار العالمي يُفضل الاقتصادات الغنية، في ظل ارتفاع تكاليف الشحن وتقلبها، مما يفرض عبئًا كبيرًا على الدول غير الساحلية والجزرية الصغيرة، حيث تدفع ما يصل إلى ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي في فواتير النقل.
كما حذرت من أن الدول النامية تتخلف عن ركب الثورة الرقمية، حيث لا تزال 2.6 مليار نسمة، أغلبهم من النساء، خارج نطاق الإنترنت، وأقل من ثلث الدول النامية تمتلك استراتيجيات للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على إضافة تريليونات الدولارات للناتج العالمي.
وفي وقت سابق، لفتت غرينسبان إلى أن الرسوم الجمركية التي تفرضها الاقتصادات الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، قفزت هذا العام من 2.8% إلى أكثر من 20%، معتبرة أن "عدم اليقين هو أعلى تعريفة جمركية ممكنة، لأنه يثبط الاستثمار ويعرقل النمو ويصعّب التجارة كوسيلة للتنمية".