كتبت رانيا الشرفي:
فخامة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي: معاناة أبناء الجنوب في عدن والمناطق المحررة لا تزال تتصاعد.
إن تولع الكهرباء ساعتان في اليوم صارت من أهم أماني الناس في عدن.
المرتبات لم تُصرف حتى الآن للكثيرين، ونحن منهم.
عودة أسعار بعض المواد الغذائية والخدمية إلى الارتفاع مقابل سعر العملة، في ظل صمتٍ مخيفٍ من الجميع.
حكومة الشراكة لم تَقم بواجبها تجاه عدن والمناطق المحررة؛ فهي أصلاً لا تعتبر هذا الكلام في حسابها... كونها خليطًا من المنتفعين، سواء كانوا جنوبيين أو شماليين. تم انتقاؤهم بعناية من شخصياتٍ لا يهمها إلا تعمير جيوبها؛ وطنهم هو مصلحتهم فقط.
لم نرَ وزيرًا من الشراكة من أبناء الحراك المناضلين، لأنهم أصلاً لن يتوافقوا عليه، ولن يقبل به الشماليون إذا كان من رحم الثورة. كل الشخصيات توافقية، وتم إقصاء المناضلين الشرفاء..
لان الشمالين في الشرعية يعملون أن الوزير الذي جاء من الثورة لن يصمت على معاناة الشعب ..
ما نراه أن كل الطرق مسدودة، ولا أمل في الشراكة. والأمر لكم ..
وكل هذه البلاوي التي تحدث لشعبنا العظيم في الجنوب تضعكم سيدي الرئيس أمام أمرين؛ أحلاهما فيه كرامة وعزة نفس حتى وإن كان مرًّا.
وهذه الخيارات هي:
الأول: الصمت على كل معاناة الشعب في الجنوب—وهذا آخر المطاف—سوف يقود الناس إلى التذمر والتمرد ويمنح أعداء الجنوب فرصةً للنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال أبناء الجنوب أنفسهم.
الثاني: أن يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بفرض أمر واقع على الأرض. هذا خيار الشهداء والشعب الجنوبي العظيم الذي ناضلتم من أجله، أخي الرئيس. أصلاً ما في شيء نخسره؛في الجنوب أكبر مما خسرناه ما نزالنا نعاني..
الشهداء كل أسبوع نقدم أربعة أو خمسة في الجبهات وفي معركة التصدي للإرهاب.
في الخيار الثاني سيكون لمعاناتنا هدفًا وقيمةً لبداية ترتيب الدولة، وستفضي إلى نظام وقانون يستحق الصبر. حتى إن متنا، فالموت ونحن نحاول الصعود أشرف من الموت جوعًا وسط الحفرة. هذا الخيار سيعزّز ثقة الشعب في المجلس الانتقالي الجنوبي ويحرّك المتربصين وصيادي الزلات.
على قيادتنا الحكيمة في المجلس الانتقالي أن تُدرك الأمر وتفرض السيطرة على الأرض. المتاح اليوم لن يكون متأخرًا غدًا. والأمر لكم، ونحن جنودكم.