كتب/د.عيدروس نصر
خبرٌ يثير الحزن والألم والقهر معاً!
خبرٌ بحرقة الجمر ومرارة العلقم ذلك الذي قرأته مع إطلالة فجر اليوم.
وفاة الباحث الاكاديمي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور البروفيسور محمد الظاهري.
هذا الحدث المؤلم يمثلِّ خسارةً كبيرةً للوسط الأكاديمي والعلمي، وللطبقة السياسية والثقافية المدنية.
مثّل الفقيد الدكتور الظاهري، منبراً مستقلاً متميزاً في محاولة زراعة الثقافة السياسية المدنية والوعي الديمقراطي، وكان صوتاً مميزا باعتداله في مناصرة قضايا الحق والعدل ومحاربة الظلم والفساد والاستبداد.
مأساة الدكتور محمد تكمن في أنه لم ينظوِ تحت يافطة حزبية معينة من يافطات الهيمنة الإعلامية والفكرية والسياسية والمالية، ولهذا لم يلاقِ الرعاية الكافية التي تليق بمكانته وبقدراته وروحه الحضارية المتميزة، فها نحن اليوم نرى صبيةً ومتدربين مبتدئين يتبوأون المنابر والمناصب ويقَدَّمون كباحثين ومفكرين، ولم يقدم بعضهم الثُمن أو العُشر مما قدمه الدكتور الظاهري للمجتمع الفكري، وللثقافة السياسية في اليمن.
حينما كان رئيساً لنقابة أساتذة جامعة صنعاء ورئيسا لقسم العلوم السياسية فيها، كان يذهب إلى الجامعة أو إلى القنوات الفضائية التي كانت تتسابق على استضافته، بالحافلة أو مشياً على الاقدام، لم يكن يمتلك سيارة ولو مستعملة حينما كان بعض تلاميذه يأتون بآخر ما انتجت مصانع اليابان وامريكا وألمانيا من موديلات السيارت.
عاش الفقيد الظاهري حياة الزاهدين القانعين، لكنها كانت حياةً حافلةً بالعطاء والاستقامة والصدق والنقاء حتى يوم مغادرته هذه الدنيا الفانية.
لروحك الخلود في جنات النعيم وفي قلوب محبيك يا صديقي
وصادق العزاء والمواساة لأهلك وذويك ورفاقك وزملائك وتلاميذك وكل محبيك.
إنا لله وإنا إليه راجعون.