تحولت مظاهرة نظمها ممثلو السكان الأصليين في العاصمة الكولومبية بوغوتا إلى مواجهات عنيفة أمام السفارة الأمريكية، حيث استخدم بعض المحتجين أقواسًا وسهامًا ومواد حارقة ضد قوات الأمن، ما أسفر عن إصابة أربعة من رجال الشرطة بجروح في الوجه واليدين والقدمين، وفقًا لبيان صادر عن الشرطة.
وبدأت الاحتجاجات، التي جاءت في إطار اليوم الخامس من التعبئة الوطنية، تحت شعار "من أجل حياة الشعب وكرامته"، وكان الهدف منها التعبير عن التضامن مع فلسطين وفنزويلا، والتنديد بسياسات الولايات المتحدة في المنطقة.
تحول التظاهرة من السلمية إلى العنف
رغم إعلان المنظمين أن الوقفة أمام السفارة ستكون سلمية، فإنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات مباشرة مع الشرطة، حيث ظهر عدد من المحتجين وهم يرتدون أقنعة ويستخدمون أسلحة بدائية ومتفجرات محلية الصنع.
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور لمتظاهرين يحملون أقواسًا ويطلقون السهام باتجاه عناصر الشرطة.
الرئيس بيترو: نحذر من التصعيد وملتزمون بالاتفاقيات الدولية
وفي أول تعليق له، كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عبر منصة "إكس":
> "أصدرت تعليمات بتوخي أقصى درجات الحذر في محيط السفارة الأمريكية. من المؤسف أن مجموعة متطرفة خرقت الاتفاق المبرم مع (مؤتمر الشعب) وهاجمت الشرطة، مما أدى إلى إصابة عدد من الشباب بالسهام. لقد وفينا بتعهداتنا في حماية البعثات الدبلوماسية، وكولومبيا تلتزم بالاتفاقيات الدولية".
دعوات للتحقيق والمحاسبة
بدوره، أكد عمدة بوغوتا، كارلوس فرناندو غالان، أنه سيتم إحالة القضية إلى مكتب المدعي العام، إضافة إلى مكتب أمين المظالم وممثل الأمم المتحدة، لمتابعة التحقيقات وتحديد المسؤوليات.
وصف غوستافو كوينتيرو، سكرتير حكومة المدينة، الأحداث بأنها "أعمال إجرامية" تستوجب تدخلاً أمنياً حازماً، مشددًا على ضرورة حماية المواطنين ورجال الشرطة من هذا النوع من الاعتداءات.
أضرار في البنية التحتية وتعليق حركة المرور
وخلال الاشتباكات، تعرضت محطة "كورفيرياس" لقطار ترانسميلينيو السريع لاعتداءات أدت إلى تعليق حركة المرور في عدة نقاط على شارع 26، أحد الشرايين الرئيسية في المدينة، كما لحقت أضرار بعدة محطات أخرى.
ودعت السلطات السكان إلى تجنب المنطقة مؤقتًا حتى يتم احتواء الوضع وعودة الهدوء.