كشفت دراسة علمية حديثة عن تحوّل غير مسبوق في دور الغابات المطيرة الاستوائية بشرق أستراليا، حيث أصبحت تُطلق كميات من الكربون في الغلاف الجوي أكثر مما تمتصه، في أول مؤشر موثّق عالميًا على تأثير التغير المناخي بهذا الشكل على الغابات الاستوائية.
وأظهرت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من أستراليا واسكتلندا وفرنسا، أن ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف خلال العقود الأخيرة، أدّيا إلى زيادة معدلات نفوق الأشجار، ما حوّل هذه الغابات من مخزن للكربون إلى مصدر لانبعاثه.
ووفقًا للبيانات، فإن الكتلة الحيوية الخشبية – التي تشمل الجذوع والأغصان والأوراق – بدأت منذ مطلع الألفية في إطلاق الكربون بدلاً من تخزينه، وهو ما يشكّل خطرًا بيئيًا كبيرًا.
وقالت الباحثة الرئيسية هانا كارل في بيان صدر اليوم:
> "الغابات الاستوائية تُعد من أغنى النظم البيئية بالكربون على كوكب الأرض، وتعتمد البشرية عليها لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري. لكن نتائجنا تُظهر أن هذه الوظيفة الحيوية باتت مهددة".
وأوضحت كارل أن التغير المناخي هو العامل الأساسي وراء هذا التحوّل، حيث أن ارتفاع معدلات موت الأشجار لم يُقابل بنمو كافٍ لتعويض الكربون المفقود، ما يشير إلى أن النماذج المناخية الحالية ربما تبالغ في تقدير قدرة الغابات الاستوائية على امتصاص الانبعاثات في المستقبل.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات استمرت لـ49 عامًا من 20 موقعًا مختلفًا في ولاية كوينزلاند شرقي أستراليا، شملت نحو 11 ألف شجرة، ما يمنح نتائجها مصداقية علمية عالية.