آخر تحديث :الخميس-16 أكتوبر 2025-06:27م
أخبار محلية


تأبين شاعر أبين الشعبي إيهاب باضاوي... صوت "الدحيف" الذي لن ينطفئ

تأبين شاعر أبين الشعبي إيهاب باضاوي... صوت "الدحيف" الذي لن ينطفئ
الخميس - 16 أكتوبر 2025 - 04:15 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص


زنجبار – محفوظ كرامة

في أجواء مفعمة بالحزن والوفاء، وبرعاية كريمة من محافظ محافظة أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، أقيم صباح اليوم الخميس في قصر روز للاحتفالات بمدينة زنجبار، فعالية تأبينية للشاعر الشعبي الراحل إيهاب باضاوي "أبو آية"، أحد أبرز رموز تراث الدحيف في اليمن، وذلك تكريماً لمسيرته الأدبية والفنية، واعترافاً بمكانته الاجتماعية والشعبية في محافظة أبين والوطن عامة.


بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بصوت الأستاذ ناصر الجريري، الذي أضفى بخشوعه جواً من التأثر على الحضور الغفير الذي اكتظت به القاعة.


ألقى الدكتور ياسر باعزب، مدير عام مكتب الإعلام بالمحافظة ورئيس اللجنة التحضيرية، كلمة مؤثرة تناول فيها سيرة الفقيد، مؤكداً أن رحيله شكّل خسارة كبيرة للساحة الأدبية في أبين، حيث كان باضاوي ركيزة أساسية في فن الدحيف، وصوتاً شعرياً تجاوز حدود المحافظة ليصل صداه إلى أرجاء الوطن وخارجه.


كما ألقى وكيل المحافظة ورئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي كلمة وصف فيها باضاوي بأنه "شاعر الأرض والإنسان"، الذي نثر الفرح في القلوب، وعبّر عن هموم مجتمعه بصدق وإخلاص، مشيراً إلى أن كلماته ستظل خالدة في ذاكرة أبين.


ونقل الأستاذ أحمد ناصر جرفوش، وكيل محافظة أبين، كلمة المحافظ نيابة عنه، عبّر فيها عن مشاعر المواساة لأسرة الفقيد، مؤكداً أن فقدان هذه الهامة الثقافية لا يُعوّض، وأن إرثه الأدبي سيبقى معيناً للأجيال القادمة.


من جانبه، أشار الأستاذ محمد ناصر العولقي، رئيس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، إلى الدور الريادي الذي لعبه باضاوي في الحفاظ على تراث الدحيف، من خلال تأسيسه لجروب "الدحيف"، الذي أعاد إحياء هذا الفن الشعبي في منطقة شقرة.


وشاركت الإعلامية ابتسام الناصر بصوتها الإذاعي المميز، حيث قدّمت وصفاً دقيقاً لمقدرات الشاعر، مشيدة بدوره التنويري في مواجهة الظواهر السلبية في المجتمع.


وكان للشعر حضور مؤثر في التأبين، حيث ألقى عدد من الشعراء مرثيات جسدت الحزن والفقد، منهم الأستاذ محمد أحمد الحاكم، ناصر السيد سمن، عبدالله ناصر باضاوي، حسن الجامزي، وأحمد شبر، الذين عبّروا عن ألمهم لفقدان "أمير الدحيف" بكلمات مؤثرة.


وفي لحظة مؤثرة، تفاعلت آية، ابنة الفقيد وملهمته، مع سيل الأشعار، وألقت أبياتاً حزينة عبّرت فيها عن ألم الفراق، قائلة:


```

كلما جيت بيت أرثيك دمعي نزل

ولاذكرتك يحن القلب دمر كياني

انطفى نور بو آية علينا رحل

من يوم مامات دمعي ما يفارق عياني

كنت مركاي في الشدة ووقت الزعل

وكنت لي أب من قلبه وحبه سقاني

صورتك كل ليلة شوفها في محل

يا شوق قلبي لبو آية وذاك الزماني

فقدناك لكن حكم عز وجل

واليوم لا قد كمل ضاعت جميع الأماني

```


وفي ختام الفعالية، تم تقديم دروع وشهادات تقديرية لأسرة الفقيد من قبل محافظ المحافظة، ورئيس المجلس الانتقالي في أبين، ورئيس المجلس الانتقالي في مديرية خنفر. كما قدّمت أسرة الشاعر مجموعة من مؤلفاته الشعرية هدية لجامعة أبين، تسلّمها الدكتور صالح عقيل، نائب رئيس الجامعة، لتكون مرجعاً ثقافياً للأجيال القادمة.