بقلم /الأستاذ المناضل محمد شيخ أحمد
مراجعة وتنسيق/ الأستاذ نائف زين ناصر أحمد
الحلقة الخامسة
من شريط الذكريات
أهم الإنجازات والمكاسب التي تحققت بعد تأسيس نادي شباب أبناء يافع سرار في عام 1969م خلال مراحل تطوره وفي كل المجالات والجوانب.
وأهم القيادات الشبابية والطلابية والمدرسين الذين أسهموا وشاركوا وأشرفوا...
علمًا بأني قد أنسى البعض منهم ولا أذكر أسماءهم.
وثانيًا: الجميع، بدون استثناء، من شباب النادي والقطاع الطلابي والمدرسين والمواطنين، كانوا بمثابة جبهة وخلية نحل واحدة، والكل أسهم وشارك بالقدر الذي استطاع وفي مختلف المجالات وبدون استثناء، في ذلك الزمن والأيام، بما فيهم القطاع النسائي اللاتي عملن جنبًا إلى جنب مع أبنائهن وإخوانهن وأزواجهن، ومن كل مكان من أنحاء مديرية سرار.
سأبدأ أولًا بأسماء قيادات النادي وهيئاته الإدارية منذ بداية التأسيس وخلال مراحل تطوره، والذي شهد عددًا من الدورات الانتخابية وانتخاب الهيئات الإدارية القيادية، بما فيها اللجنة المركزية عند توسعته:
المرحوم بدر شيخ حسين (أول رئيس للنادي).
محمد شيخ أحمد (نائبًا للرئيس، ثم رئيسًا للنادي في الانتخابات الثانية).
المرحوم علي صالح علي السعيدي (سكرتير عام النادي، ثم أمين عام في الانتخابات الثانية).
المرحوم جبران شيخ محمد (مسؤول مالي، وتقريبًا في الانتخابات الثالثة انتخب رئيسًا).
ومن أهم المؤسسين الأوائل، الأعضاء الأساسيين والمؤيدين التالي أسماؤهم:
ناصر حسين جبران
المرحوم ناصر سعيد عبد القوي
المرحوم نصر بن سعيد حسين السعيدي
المرحوم غالب حسين راجح
المرحوم فضل عبادي راجح
سالم عوض سرور
المرحوم محمد محضار صالح
يسلم سعيد الملعسي
المرحوم محسن أحمد محسن
الشهيد يسلم صالح قاسم
علي محسن دوبح
زيد عقيل حسن
حيدرة علي ناصر
ناصر صالح محمد داوود
علي أحمد الحذيفي
صالح شيخ ناصر
المرحوم علي عبد القوي
المرحوم حيدرة سالم محسن
عبدالله شيخ أمسوري
المرحوم الخضر الكيس
صالح زين قاسم
أحمد محسن السعيدي (مسؤول النشاط الرياضي).
المرحوم الخضر محمد صالح السعيدي
المرحوم حسين محمد معبد
المرحوم شيخ عمر منصر
حسين حسن صالح
المرحوم محسن محمد الحي
المرحوم محمد زين أمبدر
محمد ناصر محمد
محمد ناصر بن عسل
المرحوم علوي سيف
زيد قحطان
الشهيد عبدالله شيخ بن هيثم
علوي صالح راجح
المرحوم يسلم صالح ثابت الجلادي
المرحوم صالح علي الشنبكي
علي راجح محمد
المرحوم عبدالله عوض أحمد
هذه الأسماء التي استطعت أن أتذكرها، وربما نسيت الكثير من سرار الوادي وقرض والجبال... ولكن أحب أن أؤكد بأن كل الأعضاء، مثلما سبق وقلت، كانوا بمثابة جبهة واحدة وخلية نحل بدون استثناء.
ومن القطاع الطلابي:
زيد ثابت محسن
حامد شيخ حسين
نبيل سالم عبود
المرحوم الخضر محمد ثابت
نصر صالح محمد
الخمسة المذكورون هم تقريبًا من كانوا يتزعمون الحركة الطلابية، وكانوا يظهرون أمامنا باستمرار وننسق معهم، وربما نسيت البعض منهم. والحركة الطلابية في سرار، وبالذات الطلاب الأوائل في مدرسة المقيصرة ومن أتوا بعدهم، وهم كُثر وأكثر نشاطًا وحيوية في كل المجالات والجوانب ومن كل أنحاء سرار والجبال بشكل خاص، ساهموا معنا بفعالية في تعزيز دور النادي وتنفيذ كل الفعاليات والأنشطة. وبهم، ومن خلالهم والأساتذة الكرام، أصبح حي سرار النموذج الأول في مكافحة محو الأمية (نساء ورجالًا) وفي الأنشطة الرياضية، وعلى مستوى مركز رصد سابقًا ويافع بشكل عام، وبدون مبالغة.
ومن المدرسين الأوائل:
المرحوم الأستاذ باقري العطوي
المرحوم الأستاذ معبد ثابت محمد
المرحوم الأستاذ محمد سعيد محمد
المرحوم الأستاذ سعيد علي حسين
المرحوم الأستاذ صالح ناصر ناجي
المرحوم الأستاذ هرش عقيل
المرحوم الأستاذ محمد صالح عبيد
الأستاذ علي حسين علي
الأستاذ سعيد المسلماني (أبو رقوش)
الأستاذ عبد سالم حيدرة المخيري
الأستاذ بكير... إلخ
من المدرسين الكرام الذين أتوا من أبين خلال الأعوام 1968 و 1969 و 1970م، ومن كانوا في ذلك الوقت أسهموا وشاركوا معنا بكل الأنشطة والفعاليات وفي كل المجالات، ولهم الفضل الأكبر في إنجازاتها.
ومن القطاع النسائي:
المرحومة السيدة فائدة محمد محضار
صالحة عبدالله سعيد
فاطمة محمد منصور
المرحومة السيدة حمامة
حليمة حسين عوض (زوجة المرحوم سرور عوض)
نور منصور (أسفل طاقة)
زوجة محمد منصور من اللكمة منصا
المرحومة عالية عاطف حسين
لا أعلم بعض من ذكرت أسماءهن هل لا زلن أحياء، وربما نسيت الكثير منهن ومن كل مكان. وقد أسهمْن معنا مساهمة كبيرة في قيادة القطاع النسائي والمشاركة الفعالة في كل المجالات. رحمة الله على من قضين نحبهن، والصحة والعافية وطول العمر للأحياء منهن.
وفيما يخص من ساهموا من أبناء مديرية سرار في أبين وعدن خاصة، من المدنيين والعسكريين، وكان لهم دور وإسهام بأي شكل كان في تعزيز دور النادي وتطوره وتنفيذ الفعاليات والأنشطة وفي كل المجالات، وهم كثر، وسأذكر منهم التالي أسماؤهم:
الأستاذ منصور محمد العطوي
المرحوم فضل حسين زين العطوي
الأستاذ علي حيدرة الجابري
المرحوم علي درويش السنيدي
المرحوم شيخ بن ثابت المخيري
المرحوم محمد علي النمر
المرحوم علي حسين منصر
المرحوم حسين عبد الله
المرحوم عقيل ناجي بن عبدان
المرحوم عبدالله سعيد صالح
عبدالله محمد ناصر مجمل
المرحوم علي حيدرة محسن الشنبكي
المرحوم حنش مجمل محسن
المرحوم حسين صالح داوود
كل واحد من هؤلاء المذكورين، والكثير من أمثالهم لم أذكر أسماءهم، أسهموا معنا وشاركوا بأي شكل من الأشكال في تعزيز دور النادي ونجاحه واستمراره، كلٌ بالقدر الذي استطاع تقديمه، وخاصة في أبين وعدن. كنا على اتصال بهم والتنسيق معهم في كل الأمور والمتطلبات من أبين وعدن مع الجهات المختصة والمساهمة في النادي والدعم والمساعدة. كان السكن في حافة الهاشمي بالشيخ عثمان ودار سعد. وسكن المرحوم علي حيدرة محسن الشنبكي كان مفتوحًا لنا عند نزولنا إلى عدن لمتابعة الجهات المختصة واللقاءات بأعضاء النادي... إلخ.
ومن الذين أسهموا بفعالية في تلك المرحلة وفي كل المجالات وعونًا لنا في تعزيز دور النادي ومكانته في تنفيذ المهمات وتقديم الخدمات للمواطنين، وكانوا النموذج في عملهم، نذكر منهم التالي أسماؤهم:
في مجال الخدمات الصحية:
سالم علي سالم العطوي
المرحوم علي عبد القوي
فضل المصري
المرحوم حيدرة عبدالله العطوي
وفي مشروع مياه الشرب سرار كل من:
المرحوم فضل عبادي راجح
المرحوم يسلم صالح ثابت الجلادي، الذي اعتبر محطة مشروع المياه أسفل سرار بيته للحراسة على ممتلكات المشروع.
المرحوم المهندس محمد عبدالله محمد لصور الطالبي (رحمة الله عليه كان مرابطًا ليل نهار في العمل والصيانة حتى وافته المنية وهو يؤدي عمله وواجبه).
المرحوم المهندس فضل سعيد صالح البديلي (رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته إن شاء الله).
إضافة إلى من عملوا معهم: محمد بن جرادة، يسلم حسين ثابت، محمد صالح محسن وآخرون كانوا متفرغين في المشروع.
وفي الشؤون المالية وبيت المال للمشاريع والمدارس... إلخ:
المرحوم صالح علي صالح الشنبكي (رحمة الله عليه). كنا دائمًا نكلفه بهذه المهمة، وكان خير أمين لها.
وفي معالجة وحل المشاكل التي تواجه سير عمل النادي:
المرحوم سعيد جابر حسن العمري
المرحوم يسلم قاسم الفرع
المرحوم يسلم ناجي بن عبدان
المرحوم حيدرة سالم محسن
المرحوم علي راجح ناصر (رحمة الله عليه).
المرحوم أحمد ناصر زبادة
المرحوم علي حسين عبد القوي الحداد
طالب حسن ثابت الحداد وآخرون لا أذكر أسماءهم.
كل هؤلاء كنا نستعين بهم عند مواجهة أي مشكلة توجهنا، مثل قضايا الأرض... إلخ.
هذا مجرد موجز مختصر فقط، ذكرنا فيه بعض أسماء القيادات واللجان الذين أسهموا في أنشطة النادي الذي اشترك فيها الكثير، ولا نستطيع ذكرهم الآن، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والمعذرة.
ثانيًا: من أهم الإنجازات التي تحققت خاصة خلال الأعوام 1969 و 1970 و 1971م منذ تأسيس مركز محو الأمية والمركز الثقافي:
1. في مجال مكافحة الأمية:
تحرر الأغلبية الساحقة من شباب النادي الذين كانوا أميين وشبه أميين، فأصبح الكل يُجيد القراءة والكتابة وباستطاعته أن يذهب إلى أي عمل عسكري أو مدني بعد أن كان أميًا. والكثير من شباب النادي، وخاصة الذين سبق وأن درسوا في "المِعْلامة"، استطاعوا أن يواصلوا دراساتهم الثانوية والأكاديمية السياسية والعسكرية والمدنية... إلخ. وعلى صعيد عامة المواطنين، من خلال فتح مراكز وفروع محو الأمية وتعليم الكبار في مختلف أنحاء سرار، قرض، والجبال. ومن خلال الحملة التي قام بها طلاب مدرسة المقيصرة بشكل خاص، تقريبًا سرار كانت الأولى على مستوى يافع بشكل عام، أول من حققت أعلى نجاح بين صفوف النساء والرجال. كل ذلك كان بفضل التعاون المشترك والحملات المشتركة بين قطاع الشباب والطلاب والمدرسين.
ثالثًا: وفي الجانب الجماهيري والمشاريع:
1. طريق سلب حمة سرار:
عندما وصلت السيارات إلى منطقة حمة، كانت أمرصد بالذات أكبر مشكلة تواجه فرقة عمال الطرق نظرًا لصعوبة الطريق وضيقها، وكان ذلك تقريبًا في عام 1969م. وقد علمنا بهذا الأمر بواسطة المرحوم فضل حسين زين العطوي الذي كان المشرف على ذلك. كان هذا بداية تأسيس النادي باسم نادي شباب سرار، وفي ظل نشاط وحماس لا مثيل له، طلبنا مباشرة من الشباب اجتماعًا موسعًا وعاجلًا نظرًا لأهمية الأمر، أي الطريق الذي يحلم بها كل أبناء سرار ومشاهدة وصول السيارات إلى سرار. تم تشكيل الفرق وتقسيم مواطني وادي سرار إلى 3 فرق، وكان كل يوم تذهب فرقة لا يقل عددها عن 100 إلى 150 فردًا بما فيهم أصحاب المهن (البنّاء والنقاش... إلخ) بمعداتهم مشيًا على الأقدام. وهكذا استمرت العملية لأكثر من أسبوعين متواصلة، استطاعوا إلى جانب فرقة الطريق من رص وتكسير وبناء والوصول إلى فوق الشرطة والمضيق بين الواديين. وقد صادف ذلك ذكرى عيد 14 أكتوبر عام 1969م، وحدد الاحتفال بالمناسبة في سوق سرار حاليًا. وكان يومًا من التاريخ وصول السيارات إلى سرار، وبالمناسبة لأول مرة يشترك النادي في الاحتفال بعرض عسكري وبزي موحد بقيادة المدرب المرحوم علي صالح علي السعيدي (رحمة الله عليه).
2. الخطوة الثانية كانت في الجانب التربوي:
التربية والتعليم نصف المجتمع الذي ظل محرومًا من التعليم عبر العصور في الأرياف ويافع بالذات. مدرسة المقيصرة سرار التي وجدت قبل الاستقلال الوطني لا يدرس فيها إلا الطلاب فقط. طرحنا موضوع ضرورة بناء مدرسة للبنات في أحد جلسات النادي الموسعة، نظرًا لعدد الطلاب الكبير وعدم سعة مدرسة المقيصرة، ولإتاحة الفرصة للبنات للدراسة من خلال صفوف خاصة، إذ يستحيل موافقة الآباء على تدريس بناتهم في مدارس مشتركة مع الطلاب. لاقى المقترح قبولًا واهتمامًا في النقاش الجاد، واتفق الجميع بضرورة وجود مدرسة خاصة لهن، ولكن اختلفت الآراء في تحديد المكان. من يقول أسفل متن، ومن يقول في حوط الشمس، ومن يقول أسفل حوج سوق سرار حاليًا. كنت رئيس الاجتماع، واقترحت حلًا وسطًا ومناسبًا للجميع، أن يكونوا أسفل مذابة وذراع السادة وفي الطِّينَة المقابلة، ويختار البنّاؤون المكان المناسب، ويُعطى لأصحاب الأرض أرضًا بدلها من الأراضي المصادرة. وكلّفنا بالمتابعة، وفي اليوم التالي طلبنا المرحوم أحمد ناصر زبادة (رحمة الله عليه - البنّاء) وذهبنا إلى المكان، واختار المكان المناسب، وكان "جَرَبَة آل حمامة" المكان المناسب، ووُجد مَنْقاش أحجار البناء فوق المكان مباشرة. عندما أخبرت المرحوم بدر شيخ بذلك اعتذر عن الظهور معنا لأن أصحاب الأرض أقربائه وعمه (أبو زوجته). واتفقنا أن نرسل المرحوم سعيد جابر حسن لإقناع آل حمامة بالنقل وإعطائهم أرض بديلة، وكان الاختيار مناسبًا ووافقوا. ومباشرة بدأ العمل عبر المبادرات والتبرعات، وكان أمين المال المرحوم صالح علي صالح الشنبكي (رحمة الله عليه)، وشارك كل الشباب والمواطنين والطلاب والمدرسين والمهنيين (عمال البناء والنقاشة... إلخ) من خلال العمل المتواصل في كل الجوانب حتى انتهاء العمل. واحتفلنا في يوم 30 نوفمبر 1970م بافتتاحها، وأطلقنا عليها اسم "مدرسة 30 نوفمبر للبنات سرار"، وكانت أول مدرسة للبنات بيافع بشكل عام. وصعدت أول المدرسات إلى سرار من أبين، استأجرنا لهن سكنًا في بيت السيدة سعدية (رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته إن شاء الله، كانت أطيب امرأة).
3. الخطوة الثالثة المهمة الصعبة: مشروع مياه الشرب سرار:
كانت منطقة سرار تقريبًا الوحيدة وعلى مستوى يافع بشكل عام تعاني من شُح المياه الضرورية للشرب في كل عام. والنساء أيام الشدة يُمضين طوال الليل على الآبار ويقطعن المسافات الطويلة بحثًا عن الماء. كانت هذه المهمة شغلنا الشاغل منذ تأسيس مركز محو الأمية والنادي. تبنينا تنظيم العديد من المبادرات لتعميق الآبار، وكذلك حفر الآبار مثل بئر أسفل طاقة، وتشجيع المواطنين على تبني حفر الآبار، لكن دون فائدة. أصبحت هذه المهمة حديث كل أبناء المنطقة في سرار وعدن وأبين. أتذكر رسالة أُرسلت إلينا من عدن من المرحوم فضل حسين زين العطوي (رحمة الله عليه) إلى النادي. أهم عبارة في الرسالة لا زلت أتذكرها عند قراءة الرسالة: "لن تُحل مشكلة الأمهات اللواتي يقطعن المسافات الطويلة بحثًا عن الماء وهن يحملن على ظهورهن، إلا بقيام مشروع مياه الشرب من أسفل سرار بين الواديين." عبارة جميلة ومؤثرة مكتوبة بخط واضح وباللغة العربية الفصحى. تأثر الجميع بالرسالة، وقررنا بضرورة المتابعة وبالتنسيق مع كل أبناء المنطقة في عدن وأبين. ونزلنا والتقينا بالكثير منهم، ومنهم صاحب الرسالة المرحوم فضل حسين، والمرحوم علي درويش، والمرحوم شيخ بن ثابت وآخرون، وكلّفناهم بالمهمة. وكان أول ما تحقق هو صعود المهندسين من قبل الهيئة العامة للمياه بعدن، مع خبراء أجانب (صينيين). وعند وصولهم إلى سرار، استقبلناهم وشاهدوا الوادي وشعابه وجباله. وأول ما اطلعناهم على البئر التي أسفل طاقة، ثم ذهبنا إلى أسفل سرار بين الواديين وقَرْقَر... إلخ. وبعد ذلك جلسنا وإياهم بعد الضيافة، وأكدوا لنا بعدم وجود أحواض مياه جوفية في الوادي كافية وفي أي مكان يمكن حفر الآبار، وشرحوا الأسباب: وجود صخور سوداء فيها شقوق تهرب المياه، وأن الحل الوحيد هو مشروع نقل المياه من أسفل سرار. هذا الذي أكدوه لنا، وقالوا إن تقريرهم سيكون على هذا الأساس. ونفس الكلام جاء في التقرير، وعلم الجميع في سرار وعدن وأبين... إلخ. على هذا الأساس بدأ التفكير في مشروع مياه الشرب سرار، وكلّفنا الإخوة في عدن وأبين للمتابعة مع الجهات المختصة كلٌ من جانبه، وشُكِّلت اللجان. في أبين، أذكر منهم الأستاذ منصور محمد العطوي وآخرين، وفي عدن المذكورين أعلاه ومعهم الكثير من أبناء سرار. وعبر يسلم عبدالله المحرمي الملقب "كاسترو" كان يشتغل في الإدارة العامة للمياه بعدن. وشارك الكثير معنا من أبناء يافع في أبين، وكان جاعم صالح (رحمة الله عليه) أول من أيّد ودعم وساعد المشروع عبر جمع التبرعات من المزارعين في أبين. وفي عدن تم اعتماد المضخات من قبل الهيئة العامة للمياه، وصعد فريق المهندسين لوضع الخارطة. وشكّلنا اللجان والفرق وتجنيد كل أهل منطقة سرار من أسفله إلى أعلاه، بما فيها الجبال وقَرْض... إلخ، وبدون استثناء. والكل أبدى استعداده للمساهمة، وبشكل خاص الوادي (نساء ورجالًا) وعلى السواء. بدأنا أولًا بحفر البئر ما بين قَرْقَر ومثيله، وأقمنا أول محطة وبناء مكان لحفظ المعدات. وبدأت الحملة الشاملة التي لم يسبق لها مثيل، وتجاوب وتعاون معنا الجميع بما فيهم من أبناء المناطق الأخرى في يافع وفي أبين وعدن، وبدأ تنفيذ المشروع عبر مراحل حسب الخطة التي أعدها المهندسون للهيئة العامة للمياه بعدن: حفر السدود ومد الأنابيب. وكل الأعمال اليدوية يقوم بها المواطنون من خلال الفرق المشكَّلة والمنظمة بما فيهم النساء. ونفذت كل المراحل:
الأولى: من البئر إلى فوق جبل المقصرة ثم إلى أسفل المعيان.
الثانية: من المعيان إلى أسفل ذراع آل أمسوري.
الثالثة: إلى أسفل ذراع السادة (سوق سرار).
الرابعة: إلى أسفل متن مدرسة المقيصرة.
على هذا الأساس استمرت العملية عامًا بعد العام حسب المراحل المذكورة والمخطط، وعلى طول أكثر من خمسة كيلومترات، حفر السدود وبناء المحطات ومد الأنابيب في الجبال والهضاب والوديان حتى وصل ضخ المياه إلى مدرسة المقيصرة. كان الإنجاز عظيمًا وتاريخيًا سيظل الأجيال يتذكرون هؤلاء الرجال والنساء من الآباء والأمهات، وأن لا مستحيل متى ما وجدت العزيمة والإرادة والمعنوية والتكاتف والتعاون. رحمة الله على من قضى نحبه ويسكنهم فسيح جناته إن شاء الله، ومن لا زالوا أحياء منهم رجالًا ونساءً، الصحة والعافية وطول العمر إن شاء الله. كان هذا أهم إنجاز تحقق في ذلك الوقت وفي تاريخ المنطقة خاصة ويافع بشكل عام.
(ملحق قصص وأحداث من شريط الذكريات)
الحلقة الأولى (1): نموذج القائد العسكري حسين ثابت لقور
نموذج القائد العسكري حسين ثابت لقور... سُنيدي آخر بعد محمد علي النمر وبدر السنيدي (رحمة الله عليهم).
القصة:
في أوائل عام 1971م، كانت مناطق سُبَيْح و سَبّاح ومناطق شُيُوحه وحدق ومرصع تعيش أحداثًا مزعجة من جراء شبه السيطرة عليها من قبل ما يسمى "المعارضين والمرتزقة" (جنوبيين وشماليين) بدعم شمالي وتموين خارجي سعودي. ونتيجة لازدياد نشاط المرتزقة والقيام بالأعمال التخريبية (قطع الطريق وتفجير الألغام... إلخ)، صعدت فرقتان من جنود الأمن إلى كل من سَبّاح و سُبَيْح. كان مسؤول فرقة مركز سُبَيْح المرحوم حسين ثابت لغور، ومعهم مدفعية "تو هانش" و "ثري هانش". هذا الذي كانت تملكه قوات الأمن في ذلك الزمن. لكن في المقابل، القوات المقابلة تزوّدت بأسلحة جديدة (مدفعية مباشرة) كانوا يضربون فيها من على قمم الجبال "أمسودا" و "أمحنو" و "الشعرا أُمصلب"... إلخ، من القمم الحُمْر التي سُميت (بـ "قُمْعَة النِّمْر" لاحقًا، نسبة لمحمد علي النمر، وسنكتب عنه حلقة أخرى في الحملة العسكرية للجيش الجنوبي). ونظرًا لعدم كفاية قوات الأمن في سُبَيْح و سَبّاح، فقد طُلب من شباب مناطق مركز القارة رصد إرسال المتطوعين عبر الخلايا التنظيمية للجبهة القومية والمراكز الثقافية والتجمعات في كل أحياء مركز رصد (التي أصبحت مراكز ثم مديريات حاليًا). كنا في سرار من الأوائل الذين بادرنا بذلك عبر نادي سرار الثقافي من بداية عام 1970 بإرسال الفرق المتواصلة حسب الطلب إلى سُبَيْح و سَبّاح وإلى الحد العَرّ أُمْحَبَج... إلخ. بدأنا بـ 16 فردًا في البداية، وتطور الأمر أخيرًا تدريجيًا إلى سرية كاملة. كنا نستعين، بحكم حداثة تجربتنا بالحروب، بالناس الأكثر خبرة وتجربة في حرب التحرير والقبلية. من أهم من كنا نستعين بهم من أجل أن نتعلم منهم، وأكثرهم قضى نحبه (رحمة الله عليهم): سعيد جابر حسن، أحمد درويش، محمد شيخ العمري، يسلم قاسم ثابت، وآخرين: محمد عبدالله، عمر صالح عبدالله من منصى، والكثير لا أذكر أسماءهم الآن، إضافة إلى العسكريين الذين يأتون إجازة من الجيش والأمن من قرض المناصر ومن الجبال... إلخ. ظلت العملية متواصلة لعامين تقريبًا حتى صعود الجيش في الحملة أواخر عام 1971 (سنتطرق إليها بحلقة أخرى). هذه المرة كانت في أوائل عام 1971م، تقريبًا قبل استشهاد الشهيد نصر صالح محمد السنيدي أو بعدها (لا أتذكر). تحركت فرقتان من سرار، كنا أنا والمرحوم بدر شيخ حسين (رحمة الله عليه) المشرفين على الفرق. قاعدة عامة: يرأس كل فرقة عضو قيادي في الخلية التنظيمية السياسية بالجبهة القومية. تحركنا إلى سُبَيْح الذي كان مسؤول مركز الشرطة فيه حسين لغور. وعند وصولنا، كانت الفرقتان اللتان نريد أن نحل محلهما في الجبلين المقابلين لمركز سُبَيْح الذي يقع في الوادي قد نزلوا والمواقع فاضية. تقريبًا كانت معهم استخبارات تراقب تحركنا والفرق التي نريد أن نحل محلها. ونحن في صدد النزول من على السيارات والمصافحة وعلى أساس أن يعطوننا أكلًا قبل صعودنا الجبال المطلة، باشرونا بالمدافع المباشرة إلى الموقع مباشرة من على الجبال العالية البعيدة، إضافة إلى الرشاشات المتوسطة على الجبال التي نريد الصعود إليها. أدى ذلك إلى احتراق مخيم الطباخة. ومباشرة قال لنا المرحوم حسين ثابت: "المواقع فاضية لا يوجد فيها أحد! التحرك والصعود بسرعة إلى الجبال العالية المطلة قبل أن يحتلها المرتزقة." وبسرعة تحركنا، كل فرقة على جبل، والمطر يمطر والرعد يرعد والمدافع تنهال علينا والرشاشات على المواقع التي نريد الوصول إليها. وفعلاً خلال أقل من ساعة تمكنا من الوصول للمواقع نظرًا لارتفاع قمم الجبال (سَلِمَات، لأن في شِعَاب وقمم وعرة تفصل بيننا وبينهم). وتبادلنا معهم إطلاق النار، لكن كان في المساء، إضافة إلى المدفعية "ثري هانش" الموجودة مع الأمن. ولكن كانت السيطرة النارية لهم في البداية بالمدفعية المباشرة. والحمد لله سَلِمنا، لا إصابات فينا، غير احتراق خيمة مطبخ مركز الأمن الذي كان بشكل مخيمات فقط. كانت ليلة حامية، مدوّنة عندي في شريط الذكريات.
الحلقة الثانية (2): معركة سُبَيْح و سَبّاح واكتساح الجبال
أبطال هذه الحلقة الرئيسيين وأهمهم التالي أسماؤهم:
قائد لواء 14 أكتوبر (أمشرفا)
أركان اللواء (لا أذكر اسم اللواء الآن)
المرحوم محمد علي النمر
المرحوم محمد علي القيرحي
المرحوم الخضر غالب ناصر الشقي
والقادة السياسيون للمديرية الغربية يافع.
في أواخر عام 1971م، اشتدت الأحداث بضراوة في سُبَيْح و سَبّاح وما حولها من مناطق حدود محافظة أبين، وازدادت أنشطة القوى المعادية (وسبق وأن أشرنا إليها في حلقتنا السابقة) المدعومة من قبل نظام صنعاء والخارج، وليس من أبناء المناطق إلا القليل جدًا مغرَّر بهم. وتقريبًا أصبحت شبه مسيطرة على هذه المناطق بالكامل، الأمر الذي أدى إلى انسحاب مراكز الشرطة من سُبَيْح و سَبّاح إلى رصد في ظل أوضاع خطيرة جدًا وعلى حدود أبين بشكل عام (لودر ومودية يافع). ولا أتذكر هل كان قبل أو بعد الحادثة التي حصلت بلودر وقُتل فيها الشاعر المرحوم بن سالم علي وآخرون، من ضمنهم أخو محمد علي أحمد، في كمين نُصب لهم ليلة قال الشاعر: "بن سالم علي ناشر... ولا عندي خبر، جينا على ضوء القمر... جينا على أُمداعي، وأين أهل لودر وأين رميان أُمسلب، وأين أُمكناد أُم إليه... ذي فوق مسياعي، حَنَاش تتقدم على الحيات وأُمفاعي..." (إلخ، لا أحفظ القصيدة). وقد قُتل الشاعر ومن معه في كمين (رحمة الله عليهم جميعًا).
المتابعة:
بعد اشتداد الأوضاع ووصول البلاغات بأن المرتزقة تحركاتهم وصلت إلى الخضراء، تم التنسيق مع الجهات المسؤولة في أبين وعدن مثلما علمنا من المسؤول التنظيمي الشهيد علي محمد صلاح (رحمة الله عليه) الذي أتى لاجتماع استثنائي طارئ إلى سرار، وطلب منا إعداد فرق من الشباب وبصورة عاجلة للمشاركة في المعركة التي ستشارك فيها قوات ألوية من الجيش الجنوبي، وقد كانت في طريقها بالفعل (لواء 14 أكتوبر كان قائده أمشرفا، ولواء آخر نسيت اسمه أركان الحرب فيه محمد علي النمر السنيدي - رحمة الله على الأموات منهم). وخلال نفس اليوم وبصورة عاجلة، جمعنا فرقتين، حوالي 30 إلى 35 أو أكثر تقريبًا من سرار من شباب ورجال، وبحالة عاجلة، والتحرك إلى رصد. وخلال نفس اليوم بدأت أفواج قوافل السيارات العسكرية القادمة عن طريق سلب حمة بالوصول إلى رصد، الذي كان مركز الحشد والتجمع لكل الفرق ومن كل أنحاء وأقسام رصد. وفي نفس الليلة التي وصلت فيها قوات ألوية الجيش إلى سوق رصد، طُلب من فرقة سرار فرقة للانضمام إلى فرقة الخضر غالب الشقي (رحمة الله عليه) الذي جمع حوالي 40 فردًا معه للتسلل عبر الليل إلى مركز سَبّاح الذي كان خاليًا والتمركز فيه، تمهيدًا لمجيء قوات الجيش التي لا تتحرك إلا في النهار فقط خوفًا من الكمائن والمتفجرات... إلخ. وبالفعل انضمت فرقة من مجموعة سرار مع فرقة الخضر غالب الشقي ليلًا مشيًا على الأقدام، وطرق لا يعرفها إلا آل أُمْشَق والخضر غالب فقط. ومع الفجر دخلنا مركز سَبّاح ووجدناه خاليًا وتمركزنا فيه، وما وجدنا أي أحد في المنطقة نهائيًا، حتى البدو هربوا. ونظرًا لعدم وجود الأكل، وجدنا أراضي فيها "البَقْل" و "الكُرّاث" والقرعيات، وما كان معنا إلا أن نأكل منها فقط، والانتظار حتى بدأت تأتي قوات الجيش والمتطوعين تدريجيًا التي استمرت إلى المساء من نفس اليوم. وفي المساء، ومع الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلًا، تفاجأنا بإطلاق النار الكثيف من على الجبال المقابلة للمركز وسوق سَبّاح، استمر تقريبًا ما بين خمس إلى عشر دقائق فقط، وانقطعت مباشرة. كان الرد عليها بعنف بواسطة الرشاشات من قبل قوات الجيش، ولم تحصل أي خسائر تقريبًا في نفس الليلة.
وفي صباح اليوم التالي بعد التجمع والاجتماع (قيادات الجيش والمسؤولين في المديرية الغربية)، كان التحرك بشكل عام تسبقه كاسحات الألغام وفرق الاستطلاع إلى سُبَيْح ثم إلى وادي أُمْرَيْئَة خلال نفس اليوم والتالي، بواسطة استطلاعات الجيش... إلخ، واختيار موقع التمركز والمحطات التي بدأ استهدافها بواسطة المدافع المباشرة وغير المباشرة من قبل القوات المناوئة. كان يتم الرد عليها بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات الجيش على قمم الجبال المطلة على أُمْرَيْئَة وشُيُوحه... إلخ. وكانت قوات الجيش تتقدم تدريجيًا تسبقها فرق الاستطلاع الجيش ومن المتطوعين. وفي صباح اليوم التالي، قررت القيادة بالتقدم والالتحام مع القوات المناوئة على طول الجبال الواقعة بين شُيُوحه وحدق. تقدمت فرقة الجيش الاستطلاعية بقيادة محمد علي النمر والتمركز في الجبل الذي يطل على وادي أُمْرَيْئَة وشُيُوحه وحدق من الجهة الغربية، وعدد من الفرق العسكرية والمتطوعين إلى الجبال المقابلة لشريط الجبال العالية المطلة على شُيُوحه. كانت فرقة الخضر غالب من ضمن الفرق، ونحن معها. كان الفاصل فقط بيننا وبين هذه القوى وادٍ كبير طويل يمتد من جبل السودا شرقًا إلى جبل قُمْعَة النمر وبشكل L جنوبًا إلى أن يصل إلى سُبَيْح وسلب أُمشق. والقوات المناوئة والمرتزقة على طول الجبال العالية الممتدة من السودا المطلة على أُمّدَقِيقَة والسيلة البيضاء مرورًا جبل الشعرا المطل على شُيُوحه إلى آخر الجبال المطلة على حدق المتصلة لـ قُمْعَة النمر، تقريبًا اسمها الحمراء. وأصوات إطلاق المدافع من الجانبين متواصلة طوال الليل.
وصباح اليوم، كان الوقت الساعة التاسعة صباحًا، والجبال التي كنا نتمكز فيها منخفضة جدًا. قررت القيادة بضرورة تسلل فرقتين إلى قمة جبل صغير يشبه سنام الجمل يقع في أسفل جبل الشعراء يسارًا غرب، وقمة أخرى تقع من الخلف دفاعًا جنوب غرب حتى لا يتم الالتفاف على الفرقة الأولى. ومن أجل ذلك يجب تجاوز الوادي الفاصل وبسرعة والوصول إلى أسفل الجبل. كانت الفرقة الأولى المصغرة بقيادة المرحوم الخضر غالب ناصر الشقي و 4 من أقاربه آل أُمْشَق، إضافة إلى المرحوم أحمد علي اليوسفي، علي سعيد شنظور، المرحوم بدر شيخ حسين، المرحوم يسلم صالح قاسم الذي كان شابًا صغيرًا، والمرحوم محسن ناصر (ابن عمي - رحمة الله عليه)، وأنا معهم. كنا حوالي 10 فقط. وقد رفض الخضر أكثر من هذا العدد رغم استعداد الكثير نظرًا لخطورة المكان. وتم التسلل واحدًا بعد الآخر وبسرعة، كان ذلك في ظل اشتباكات عنيفة متبادلة بين الجانبين. وصدفة أنهم ما انتبهوا لنا، كانوا مشغولين مع من في الجبال المقابلة لهم. وقد تسلقنا الجبل الصغير والوصول إلى أطرافه، وبدأ الاشتباك معهم وخاصة مع الذين في الجبال الأقرب لنا، أما جبل الشعراء عالي جدًا يتم قصفه بالمدافع الثقيلة. وعندما علم عبدالله حسن الناخبي (مأمور خنفر ولودر سابق) الذي جاء متأخرًا، أصر أن يأتي إلينا. وعندما بدأ يتجاوز الوادي انهالت عليه الرصاص مثل المطر، ما كنا نصدق بأنه سينجو، ولكن تجاوز الوادي حتى وصل إلينا بسلامة إلى بطن الجبل ونجا بالسلامة. عندما شعروا بنا، تسللوا من بعض الأماكن والجوانب والشجر، الأمر الذي أعْيَا على الفرقة الثانية من الوصول إلى الجبل للدفاع علينا. ولكن حصل الضغط والتقدم عليهم من قمة جبل النمر، وظلينا في بطن الجبل بدون أكل غير "زَمازِم المَاء" معنا فقط. ومع الساعة الثالثة عصرًا تمكنت فرقة من الدخول في الجبل الخلفي المحاذي لنا (فرقة مشتركة من لبعوس ومن الجيش - لواء 14). كنا نشاهدهم عندما وصلوا أعلى الجبل وانهالوا عليهم من الجوانب، ونزول قناصة من داخل الأشجار اكتشفناهم، ولكن بعد أن قتلوا واحدًا من لبعوس لقبه السكْران (من أشجع الرجال)، والثاني من الجيش من أبناء الوضيع من أقارب أمشرفا (رحمة الله عليهم، كانوا صفًا واحدًا). استمرت المعركة الضارية إلى المساء، وتقدمت قوات الجيش المشاة المتطوعين مع المغرب من كل الجهات، بالرغم من الدعم وكثافة إطلاق المدافع والدعم الذي جاءهم عبر الزاهر إلى أمحنو أُمصلب... إلخ. في صباح اليوم التالي، تم اكتساح كل الجبال المطلة على شُيُوحه بما فيها جبل الشعراء العالي. كانت اشتباكات شديدة مع الصباح، وقد نجا بأعجوبة بعض من كانوا معنا (استهدفتهم المدفعية المباشرة): علي سعيد شنظور، المرحوم يسلم حسين من الصّفَاة، المرحوم محسن (ابن عمي)، المرحوم أحمد علي اليوسفي. المهم وأخيرًا هربوا الكل عن طريق الزاهر تقريبًا، وتم إسكات أصوات مدافعهم، ومُنع النزول أو اقتحام بيوت وقرى المواطنين في شُيُوحه
أنتهى











