آخر تحديث :الثلاثاء-14 أكتوبر 2025-11:52م
وثائقيات


الشهيد المناضل محمد عبد الرحمن هشوش: ريكوردر الثورة وموسوعة الإبداع في زمن النضال

الشهيد المناضل محمد عبد الرحمن هشوش: ريكوردر الثورة وموسوعة الإبداع في زمن النضال
الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - 08:16 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

الشهيد المناضل محمد عبد الرحمن هشوش، ريكوردر الثورة، هو شخصية فريدة ونادرة من نوعها، لم يجود الزمان بمثلها. جمع هشوش بين الشعر والأدب والثقافة والفن، من عزف على الآلات الموسيقية، وخصوصًا العود، إلى الخط والرسم والنحت والكتابة والصحافة، وكان طبيب عصره، نابهًا بكل معنى الكلمة.


ولد في منطقة الدرجاج بمديرية خنفر، محافظة أبين، ضمن التقسيم الإداري للسلطنة الفضلية، عام 1920م. تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب، التي كانت تسمى "المعلامة"، حيث نبغ وتفوق على أقرانه، ودرس على يد علماء جليلة من أسرة البيتي، مثل المرحوم السيد الحتي، والمرحوم العلامة السيد عبد الله البيتي، وعوض البيتي المعروف بـ"عوضة"، والعلامة القاضي أحمد محمد المعلم، إمام وخطيب مسجد الدرجاج في الخمسينيات، وذلك نظرًا لعدم وجود مدارس حديثة بالمعنى المتعارف عليه.


سرعان ما حصل هشوش على دورة في المجال الطبي، وكان من الممكن أن يصبح طبيبًا متمكنًا ومشهورًا، لولا فصله بسبب نشاطه السياسي المبكر. فقد شهدت سلطنتا الفضلي ويافع الساحل مسيرات واضطرابات، كانت بمثابة ناقوس وبداية لتهيئة ثورة عارمة على الأنظمة القائمة. فتحول هشوش بعدها للعمل الإداري في سكرتارية السلطنة الفضلية.


في عام 1957، انضم إلى حركة القوميين العرب، وأسّس مع مجموعة من زملائه نشرة توعوية، كان محررها ومشرفها، وقد تميزت بأبوابها السياسية والأدبية والثقافية، ونقد الأوضاع السائدة بسخرية وتهكم. ومن أعظم أبوابها الساخرة كان باب "أبو هدره يهذرف". كما انتُخب عضوًا تنفيذيًا بنادي الاتحاد الفضلي في مدينة زنجيار، مع رفاقه سالم ربيع علي والمناصل صالح أحمد النينوه، والشهيد حيدرة سعيد، والمرحوم سعيد ناصر سنان.


كان هشوش أحد مؤسسي الندوة الفضلية الموسيقية، مع الرئيس المغتال غدرًا سالم ربيع علي وبعض المدرسين الحضارم الذين قدموا للتدريس في المدارس الابتدائية بمدينة زنجبار، مثل الأستاذ العماري، هود الزبيدي، المرحوم رشيد الحاج علي، الفنان محمد محسن عطروش، والفنانين المرحومين عبد القادر الكيله، علي حسين الكليه، وباضاوي، والمرحوم السفير عبد الله عبوده همام وأخيه، والمرحوم سليمان بركات، والأستاذ محسن بوعطيف وأخيه المرحوم الفليسي، والبريكي، والسيد محمد عبد الله الجفري، وعوض أحمد، والمرحوم علي سالم الداهيه، ومحمد مسلم وغيرهم الكثير.


عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، كان هشوش من أوائل المغادرين لزنجيار، وأوائل الملتحقين بالثورة في تعز. قرر أن يكون سكرتيرًا للرئيس قحطان الشعبي، فكان يحرر محاضر الجلسات التي تعقدها اللجنة التنفيذية والقيادة العامة للجبهة القومية، وكان كاتب بلاغاتها وإعلاناتها ونشرتها المسماة "التحرير".


وللأسف، دفع حياته ثمناً لهذا العمل، إذ أصيب بما كان يعرف بـ"التسمم الرصاصي"، وما انتهى له أو لرفاقه إلا في حالته الأخيرة المميتة. وقد قضى نحبه شهيدًا، وقبره موجود في مدينة تعز حتى اليوم. وغنى له الفنان عوض أحمد أغنية من تلحين الأستاذ العماري، كما له أبيات شعرية تناولت مسائل الرشوة، وقضايا الطرق، وغيرها، والتي كانت منتشرة في سلطنة الفضلي ويافع.


وقد سجلت مسيرة حياته وشعره في المجلة الثقافية التعزية سنة 2004م، إلا أن العدد تلف نتيجة الأمطار، وما زال من يرغب بالعودة إليه للاستفادة منه.

من صفحة الحاج/علي محسن ناجي الحيدري