ما الذي يحدث في هذا الوطن الجريح؟
الوطن الذي كانت الأمم تحسده على ما كان ينعم به من أمنٍ وأمانٍ وسلامٍ، أصبح اليوم يعيش حالة من الانقسام والتمزق، وكأننا نسينا أننا ننتمي إلى أرضٍ واحدةٍ وتاريخٍ واحدٍ ومصيرٍ واحد.
إلى متى سيبقى هذا الصراع على المناصب الزائلة يشعل النار في صدور الناس؟
وإلى متى تبقى الحزبية القاتلة تتحكم في العقول، وتغذي الخلاف وتزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد؟
صرنا نرى كلَّ حزبٍ يرفع راية، وآخر يُسقطها، وثالثًا يهتف بشعاراتٍ معادية.
ضاعت البوصلة الوطنية بين ألوان الأحزاب وتناقض المصالح، حتى أصبح المواطن البسيط تائهًا لا يدري إلى أي جهة يتجه، سوى أنه يريد وطنًا آمنًا مستقرًا.
أيُّ نوعٍ من البشر أصبحنا؟
نفطر على الخلاف، ونتغدى النزاع، ونتعشى الفتن، حتى صار الخلاف ثقافةً يومية بدل أن يكون استثناءً مؤقتًا.
لقد نسينا أن هذا الوطن سفينةٌ واحدة، إذا غرقت فلن ينجو فيها أحد، مهما كان اسمه أو حزبه أو موقعه.
ألم يحن الوقت لنستفيق؟
ألم يحن الوقت لأن نُغلِّب مصلحة الوطن على مصلحة الحزب أو الزعيم؟
فالمناصب لا تدوم، والألقاب تزول، ولكن الوطن هو الباقي، وهو الذي سيشهد يومًا على من خدمه بإخلاص، ومن خانه بأنانيته.
---
رسالتي للجميع
إذا اختلفتم على العَلَم وألوانه، فعليكم بالجلوس إلى طاولة الحوار، وناقشوا ما الذي نريد أن نُعدِّله في هذا العَلَم، وليخضع ذلك للاستفتاء الشعبي.
وإذا اختلفنا على الزعامة، فلنلجأ إلى صناديق الاقتراع، فهذا هو الفرس، وهذا هو الميدان، ومن ظَهَر شَرِب.
لقد هَرِمْنا من كثرة الخلافات، فاتقوا الله،
وحسبُنا الله ونعم الوكيل في كل من كان سببًا في شقِّ صفنا وإشعال الفتن بيننا.
ولنردد من أعماق قلوبنا:
كفى تمزقًا... كفى صراعًا...
فالجنوب يستحق أن نحبه بصدق، لا أن نقتسمه بأوهام السياسة.
ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه،
ومليار رحمة على كل الشهداء الذين استُشهدوا من أجل هذا الوطن، في كل المراحل منذ الستينات حتى يومنا هذا.
---
عبدالقادر السميطي
دلتا أبين