رجاء عبدالقادر باسودان، الصوت النسائي الفريد الذي أضاء سماء الفن في الجنوب، وُلِدت ونشأت في أسرة حضرمية عريقة بمدينة عدن، وسط بيئة محافظة لم تمنع والدها عبدالقادر باسودان من دعم موهبتها الفنية، مؤمنًا بأن الفن رسالة سامية لا عيب فيها ولا حرام.
بدأت مسيرتها في مطلع الستينيات ضمن فرقة "الثلاثي اللطيف" إلى جانب الفنانتين صباح منصر وأم الخير عجمي، لتشق طريقها لاحقًا كمطربة منفردة بفضل حضورها الطاغي وموهبتها المتفردة. وقدّمت أغنيات خالدة أبرزها "يا بنات المكلا"، التي غنّتها ثلاث مرات متتالية في أول ظهور فردي لها وسط تصفيق حار من الجمهور.
سر تميّزها:
امتلكت رجاء باسودان قدرة نادرة على التواصل مع جمهورها، إذ كانت تجعل كل مستمع يشعر بأنها تغني له وحده. هذا التفاعل الإنساني والفني أكسبها محبة كبيرة وقاعدة جماهيرية واسعة، لتتفوّق على كثير من الفنانين في زمنها.
ورغم تعدد الأصوات النسائية في تلك الفترة، بقيت رجاء باسودان رمزًا فنيًا استثنائيًا بفضل أدائها العميق وشخصيتها القوية على المسرح، لتُخلّد اسمها بين أعلام الفن العدني والجنوبي.
أيا ثورة الشعب دومي مناراً
من أبرز المحطات في مسيرتها الغنائية، أداء النشيد الوطني "أيا ثورة الشعب دومي منارا" بصوتها الخالد، والذي أُذيع للمرة الأولى صبيحة 30 نوفمبر 1967م.
كلمات: الشاعر حسين عبد الباري
ألحان: محمد محسن (المحسني)
مقام: الرست
كلمات النشيد:
أيا ثورة الشعب دومي مناراً
فإنا بهذي ضياك اهتدينا
لجأنا إلى شامخات الجبال
ومن شامخات الجبال ابتدينا
عمدنا إلى رأس أوراسنا
وردفان أوراسنا أجمعينا
حملنا إليه سلاح الكفاح
نصوبه نحو مستعمرينا
قضية شعبي رفعنا مداها
إلى مستوى ثورة الثائرين
مشينا على خط نار القتال
على كل جسر منيع خطونا
نرود دروب الصراع الرهيب
ويصحبنا النصر أنا مضينا
بلونا فيا للبطولات منا
وكل المعارك دلت علينا
وها نحن في ساحة الانتصار
لننهي ما أفسد العابثون
تطلعنا فوق هام النجوم
وآمالنا كامتداد السنين
سنمضي نحقق حلم الخلود
لنسعد أجيالنا القادمين.
واليوم، وبعد رحيلها، لا تزال أغانيها ونشيدها الخالد تُبث عبر إذاعة عدن والتلفزيون، شاهدةً على إرث موسيقي ووطني خالد يعكس روح المدينة وثقافتها الفنية الراقية.
رجاء باسودان.. ذكراك باقية في وجداننا ووجدان كل عشاق الفن الأصيل.

رجاء باسودان.. أيقونة الغناء الجنوبي وصوت عدن الخالد (صور فيديو )