بقلم: الأستاذ المناضل محمد شيخ أحمد
مراجعة وتنسيق: الأستاذ نائف زين ناصر أحمد
كان لإعلان تأسيس النادي (مركز ثقافي) في مديرية سرار عام 1969م من القرن الماضي بعد الاستقلال الوطني 1967م، كأول نادي ومركز ثقافي يجمع الشباب ويوحدهم في إطار واحد موحد، ولأول مرة في تاريخ المنطقة ويافع بشكل عام، أثر كبير.
صحيح أن هناك جمعيات خيرية مثل جمعية "خلاقة" وجمعيات إصلاحية وأشكال أخرى كان لها أثر ومساهمة إيجابية جيدة مثل جمعية يافع الإصلاحية التي شكلت جزءًا من مكونات الجبهة القومية. نحيي كل من أسهم وشارك فيها، لكن هذه التجربة الجديدة كانت تختلف عن سابقاتها في شكلها ومضمونها، مواكبة للتطور وطبيعة المرحلة الجديدة، مرحلة التحرر من كل رواسب ومخلفات الماضي المتخلف بكل أشكاله وألوانه.
كان للنادي تأثير واضح على المستوى الشعبي بين شباب المنطقة والمواطنين خاصة، ويافع عامة، وعلى صعيد المجتمع والسلطة عند بداية تأسيسه وإعلانه باسم "نادي شباب سرار". احتج الكثير من أبناء مديرية سرار حاليًا بشكل عام في المنطقة وفي أبين وعدن والقوات المسلحة والأمن، وطالبوا بأن يكون النادي باسم "نادي شباب أبناء يافع سرار". ولم يتم الاكتفاء بهذا الاسم، بل اجت المطالبة بأن يكون نادي شباب أبناء يافع، وشارك الكثير من مختلف مناطق يافع في العضوية، لكننا اكتفينا في الأخير بالتسمية التالية: "نادي شباب أبناء يافع سرار"، وتم قبول عضوية بعض الأعضاء من مناطق أخرى مؤقتًا للدعم والتشجيع، حتى لا نختلف مع الجهات المختصة آنذاك في سرار ورصد، والتي كانت تراقبنا بتحفظ وحذر للأسباب التالية:
أولاً: إن أغلب شباب سرار المؤسسين والأعضاء في النادي لم يكن لهم علاقة بالسلطات والقيادات الإدارية والسياسية الموجودة آنذاك في مركز القيادة سرار ورصد، وحتى من كان لهم علاقة تنظيمية وأنصار الجبهة القومية جُمّد بسبب الخلافات التي كانت موجودة داخل الجبهة القومية والمؤسسات العسكرية بين اليمين واليسار.
ثانيًا: عضوية النادي كانت للجميع بدون استثناء بغض النظر عن الانتماءات السياسية السابقة.
ثالثًا: تعدد أنشطة النادي في كل المجالات، وأهمها الثقافية والشعبية والاجتماعية، وتنظيم المبادرات الجماهيرية، والأنشطة الرياضية وشبه العسكرية من خلال تشكيل وتدريب فرق عسكرية، وتشكيل اللجان لحل قضايا المواطنين والخلافات في إطار المركز الثقافي. وكان ذلك بعد أن ظهرت أخطاء وتصرفات من بعض المسؤولين، خاصة بعد انتقال محمد علي حيدره السعيدي من مركز سرار إلى رصد.
رابعًا: أصبح النادي تقريبًا الواجهة أمام المواطنين والشباب في المنطقة بشكل عام.
خامسًا: الخلافات الموجودة قبل وبعد خطوة التصحيح أدت إلى عدم نزول المسؤولين إلى سرار لحل الخلاف وإيجاد علاقة وتنسيق بين النادي والسلطة، واستمرت هذه العملية في ظل أنشطة النادي المستمرة وبفعالية في كل المجالات، إلى أن جاء نزول الشهيد حسين محمد قماطه رحمة الله عليه إلى مركز سرار، وكان النزول أواخر عام 1969م بعد استتباب الأوضاع، وطلب اللقاء بقيادة وأعضاء النادي.
وكان أول مسؤول قيادي على مستوى كبير، المسؤول التنظيمي لرابطة المديرية الغربية، المرحوم سيف سالم محسن فقط، الذي كان على اتصال وتواصل مستمر بالنادي، ولكنه انتقل عمله من مركز إلقاره إلى أبين تقريبًا. وكان اللقاء مع قماطه ذا أهمية كبيرة جدًا في تعزيز العلاقة، وأيد وبارك وأشاد بالتجربة وطلب منّا النزول إلى كل من رصد ورخمة لنشر التجربة والمشاركة في تأسيس مراكز ثقافية والتعميم على كل مناطق مركز رصد، خاصة ويافع بشكل عام، وسوف يعمل برنامج نزول ويرسله إلينا.
الجانب الآخر، وعلى انفراد، لقاء بالمرحوم بدر شيخ حسين وبواسطة المرحوم حنش أحمد سعيد رحمة الله عليه، طلب منا تشكيل خلية تنظيمية لنكون في الخلية التنظيمية الموجودة أعضاء فيها مباشرة، إضافة إلى تشكيل حلقات تنظيمية من أعضاء النادي والطلاب. وبعد أن جلسنا مع بعض أنا والمرحوم بدر شيخ قبلنا الطلب، كما تم التنسيق مع كل من قسم رصد ورخمة، وعقد اجتماعات موسعة في كل من:
العدنة رصد أولًا
رخمة ثانيًا
حضرت أنا ومعي اثنان آخران في العدنة رصد، وشاركنا بعض المعلومات عن تجربة تأسيس النادي، واجتمعنا أولًا بعدد من الشباب المقترح أن يكونوا القيادة، أذكر منهم عبد جبران والمرحوم فضل المقفعي، محمد أبوبكر، وآخرين لا أذكر أسمائهم الآن، أوضحنا لهم التجربة وكيفية التشكيل، قبل الاجتماع الموسع وبحضور أحد مسؤولي المرتبة المسؤولة رصد.
وقبل هذا، كان لنا نزول إلى الصفاءة مع المرحوم يسلم يوسف علي رحمة الله عليه، والسيد شيخ عقيل، وشباب آخرين، لافتتاح مركز لمحو الأمية وتجمع الشباب في المنطقة. وكان المرحوم يسلم يوسف على اتصال وتواصل مسبق معنا والحضور في جلسات النادي.
وبعد نزول الشهيد حسين محمد قماطه رحمة الله عليه، تعزز دور النادي كالمركز الثقافي وفي جميع المجالات والجوانب الشعبية، بالرغم من أننا سبق وأن شكلنا الفرق الشبابية للتدريب الرياضي والعسكري بالزي الموحد سابقًا. وكان المدرب العسكري المرحوم علي صالح علي السعيدي رحمة الله عليه، باعتباره أحد جنود جيش التحرير الذين تدربوا في مصر قبل الاستقلال، هو والمرحوم صالح حسين جبران رحمة الله عليهم جميعًا، إضافة إلى مشاركة بعض العسكريين الذين يأتون إجازة إلى أهلهم.
وكان أول من شاركنا بسرية من شباب النادي في الاحتفال الكبير في سرار بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر 1969م، وكانت هذه المشاركة هي التي حركت رابطة المديرية الغربية ونزول قماطه مباشرة إلى سرار وطلب القاء بقيادة النادي.
وبالرغم من توسع ومشاركة النادي في كل المجالات والجوانب، إلا أن أكثر المجالات كانت الشعبية، الثقافية، الرياضية، محو الأمية وتعليم الكبار، والمبادرات الجماهيرية في الطرق والمدارس، بالتعاون خاصة مع مدرسي وطلاب مدرسة سرار الابتدائية (الاتحاد الوطني لطلبة اليمن سابقًا).
وكل الإنجازات والمكاسب وأهم القيادات الشبابية والطلابية والمدرسين الذين أسهموا وأشرفوا، والإنجازات التي تحققت، سوف نتناولها في الحلقة التالية بالتفاصيل
أنتهت الحلقة الرابعة