بقلم:الأستاذ المناضل محمد شيخ أحمد
مراجعة وتنسيق الأستاذ نائف زين ناصر أحمد
الحلقة الثالثة من شريط الذكريات تتناول تأسيس مركز محو الأمية وتعليم الكبار وتطوره إلى نادي شباب سرار.
بعد أن أصبح المكان جاهزًا من حيث الترميم والصيانة وتركيب السبورة، باشرت الإشراف شخصيًا، وبمساعدة وتشجيع بعض الشباب المسجلين، وفي المقدمة كل من ناصر حسين جبران والمرحوم ناصر سعيد عبد القوي - رحمه الله.
ذهبت إلى مركز القيادة في سرار، وبواسطة المرحوم العم حنش أحمد سعيد السعيدي - رحمه الله - وهو كان مساعدًا للمرحوم محمد علي حيدره السعيدي، مسؤول المستودع، شرحت الوضع بشأن افتتاح مركز لمحو الأمية، والمكان المحدد، واستعداد المدرسين للتدريس، وعدد الشباب الدارسين المسجلين، وطلبت منه أن يكون معي ليطلع محمد علي حيدره على ذلك باعتباره مسؤول مركز القيادة المحلية في سرار، ليكون على علم ويعطيني مكبر الصوت من أجل الإعلان عبر مكبر الصوت عن موعد ليلة افتتاح المركز، بعد التنسيق مع المدرسين ومدير المدرسة الأستاذ المرحوم باقري منصور العطوي - رحمه الله.
أبدى استعداده - رحمه الله - وذهبنا إلى محمد علي حيدره لإعلامه بذلك، فأيد الفكرة وأبدى استعداده للتعاون معنا ووافق على إعطائي مكبر الصوت. وفعلًا، خرجت إلى الديوان بعد صلاة العصر قبل المساء وأعلنت الموعد المتفق عليه عدة مرات، وكان لصوت الميكروفون في ذلك الزمن أهمية كبيرة ويثير انتباه كل مواطني وادي وجبال سرار.
في الليلة المحددة، لم يحضر الشباب المسجلون فقط، بل حضر الكثير من الشباب الراغبين في التسجيل. وكانت تلك الليلة الأولى بداية التسجيل وترتيب المستويات من قبل المدرسين وتقسيم الدارسين إلى مجموعات، وما إلى ذلك.
وكان لافتتاح المركز صدى كبير وعلى مستوى سرار بشكل عام، حيث تقدم الشباب للتسجيل والاستعداد لدفع 5 شلن، والتي كانت كبيرة في ذلك الوقت. واستوعب المركز أكثر من 200 دارس. تم تقسيم الدارسين في البداية إلى عدة فرق حسب المستويات ووفق برنامج أسبوعي منتظم.
استمرت الدراسة بانتظام، وزاد عدد المدرسين بعد ظهور دفعة جديدة على رأسهم الأستاذ المرحوم هرش عقيل، والأستاذ المرحوم محمد صالح عبيد - رحمه اللهما - والمدرسون الآخرون في مختلف التخصصات.
ومع ازدياد عدد الشباب من كل مكان في وادي سرار، عملنا تدريجيًا على ما يلي:
1. وضع برنامج أسبوعي في المركز الرئيسي يشمل ليالي الدراسة، وليالي ممارسة النشاط الرياضي من خلال تشكيل الفرق الرياضية لكرة القدم والأنشطة الرياضية الأخرى، وليالي الجمعة للثقافة العامة من خلال المناقشة واستضافة محاضرين.
2. فتح مراكز فرعية لمحو الأمية وتجميع الشباب، وأول مركز كان في الخشنا الجبل بواسطة المرحوم فضل عبادي راجح والأستاذ المرحوم صالح حيدره المخيري - رحمه اللهما - وكان هذا الفرع البداية لفتح عدد من الفروع في عمران بواسطة المرحوم محسن أحمد السنيدي والمرحوم شيخ بن عمر - رحمهما الله - وفضل محمد ناصر وآخرين، وفي قرض والمجزع وأسفل سرار، وغيرها، بمشاركة شباب المناطق بشكل عام.
استمرت الدراسة والنشاط الرياضي وتشكيل الفرق، وبمشاركة المدرسين بالتنسيق مع الطلاب في مدرسة المقيصره، استطاع الكثير من الشباب التحرر من الأمية وتطوير مستوياتهم، وأصبح الكثير يجيد القراءة والكتابة، وبرزت المواهب الرياضية وغيرها بين الشباب.
ومع الإقبال الكبير على المركز وتعدد النشاطات والمواهب، طرحت فكرة تحويل المركز إلى نادي بدلاً من مركز لمحو الأمية، باسم نادي شباب سرار الرياضي، وكان أول من طرح الفكرة في إحدى الليالي الأستاذ محمد صالح عبيد. واستمر النقاش حول هذه الفكرة لفترة، في ظل تعدد أنشطة المركز في التعليم والرياضة والثقافة والتعاون مع الآخرين المحتاجين حتى في حراثة الأرض، واتفقنا على تأسيس نادي باسم نادي شباب سرار الرياضي الثقافي التعاوني.
تم عقد اجتماع موسع حضره كل الأعضاء المشتركين في مركز محو الأمية وتعليم الكبار، وفي الديوان المذكور، وقد شارك معنا في الإعداد والتحضير المرحوم سيف سالم محسن - رحمه الله - الذي كان يعمل في مركز القيادة سرار ثم انتقل إلى مركز إلقاره، ولكنه كان على تواصل معنا من بداية تأسيس المركز، في إعداد الوثائق الأولية. وبعدها من أبين أرسل لنا نموذج اللوائح والوثائق للأندية للاستفادة منها من قبل الأستاذ منصور محمد العطوي وآخرين من أبين وعدن.
تم انتخاب أول هيئة إدارية للنادي من قبل الحاضرين مكونة من 11 عضوًا، أذكر منهم الأسماء التالية:
1. بدر شيخ حسين رئيسًا
2. محمد شيخ أحمد نائبًا
3. علي صالح علي السعيدي سكرتيرًا
4. جبران شيخ محمد مسؤول مالي
5. ناصر حسين جبران عضوًا
وهو ما أذكره الآن في أول هيئة قيادية، وسأترك الفرصة لمن لازال حيًا ويتذكر أول انتخاب الهيئة الإدارية. علماً بأنه تم إعادة انتخاب وتوسيع الهيئة الإدارية، وشارك الكثير في الهيئات الإدارية ثم اللجنة المركزية خلال مراحل تطور وتوسع النادي.
سوف نتطرق إلى ذلك في الحلقة التالية ونذكر الأسماء بالتفصيل، والكثير منهم قضى نحبه - رحمه الله عليهم - ومنهم من ينتظر، وربما أنسى بعض الأسماء، ولكن من خلال من لا يزالوا أحياء نلحق أسمائهم إن شاء الله، إضافة إلى رؤساء النادي، وما إلى ذلك. سنتناول ذلك في الحلقة التالية.
انتهت الحلقة الثالثة



