تتجه الأنظار السياسية والاقتصادية نحو العاصمة الرياض، التي تستعد خلال الأيام القليلة المقبلة لاستضافة اجتماع رفيع يجمع مجلس القيادة الرئاسي اليمني بكامل أعضائه مع اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالملف اليمني، وبمشاركة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن بريك.
ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة ناجحة لرئيس الوزراء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعددًا من القادة والمسؤولين الإماراتيين، في أجواء سادها التفاؤل بشأن دعم مسار الإصلاحات الحكومية. كما عقد بن بريك اجتماعات مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، ونائب رئيس المجلس الانتقالي عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، حيث أكدا دعمهما لجهود الإصلاح واستعادة مؤسسات الدولة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، التقى رئيس الوزراء في الرياض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في اجتماع وُصف بأنه محوري ومفصلي، أسفر عن تقديم دعم مالي سعودي كبير لحكومة بن بريك ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية عاجلة تهدف إلى معالجة التدهور المعيشي والخدمي، خصوصًا في المحافظات الجنوبية التي تواجه أزمة مرتبات متوقفة وخدمات متدهورة.
ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع المرتقب في الرياض نقاشات حاسمة حول آلية تنفيذ الإصلاحات، ومصير الدعم المالي، وأولويات صرفه، وعلى رأسها الرواتب المتأخرة للموظفين. كما تتزايد الدعوات من بعض القيادات الجنوبية لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي وتوحيد قراراته بما يتناسب مع المتغيرات السياسية والعسكرية الراهنة.
ويرى مراقبون أن اجتماع الرياض قد يشكّل محطة مفصلية وفرصة أخيرة لاستعادة الثقة بالحكومة والمجلس الرئاسي، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع واستمرار حالة الانقسام داخل مؤسسات الدولة.